للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقولنا: "ينظر بها في تعريف أحوال بدن الإنسان" تمييز لها عن التي لا ينظر بها في أحوال بدن الإنسان (١).

وقولنا: "من جهة ما يعرض لظاهره من أنواع التفرق" تمييز لها عن نظر الطبائعي (٢) في أحوال بدن الإنسان الغير التفرقية، والتفرقية الباطنية كدبيلات الكبد (٣). والمعدة، وقرحة الرئة، وغيرها مما قد عرف في صناعة الطب (٤).


(١) مراده أن هذه العبارة تعتبر قيدًا في التعريف يخرج الصنائع التي لا علاقة لها ببدن الإنسان كصنعة الحدادة والنجارة وغيرها، وإنما أورد هذا القيد لما سبق في التعريف من قوله "صناعة" يعتبر جنسًا تندرج تحته الصنائع المختلفة سواء تعلقت ببدن الإنسان أم لم تتعلق.
(٢) للأطباء في العصور القديمة مسميات يطلقونها على الأطباء بحسب اختلاف مجالات الطب وفروعه الموجودة في عصورهم، ومن تلك المسميات: الطبائعي والجرائحي، والكحال، والفاصد ... وقد بين مرادهم بها الإمام ابن القيم رحمه الله وذلك بقوله: "والطبيب في هذا الحديث يتناول من يطبه بوصفه وقوله وهو الذي يخص باسم الطبائعي وبمروده وهو الكحال، ويمبضعه ومراهمه وهو الجرائحي، وبموساه وهو الخاتن، وبريشته وهو الفاصد، وبمحاجمه ومشرطه وهو الحجام، وبخلعه ووصله ورباطه وهو المجبر، وبمكواته وناره وهو الكواء، وبقربته وهو الحاقن .. " أهـ. الطب النبوي لابن القيم ١١٢.
(٣) الدبيلات: أورام تتولد عن البلغم الغليظ العفن. الاستسقاء والإبرام في علاج الجراحات والاورام للقربلياني - تحقيق محمد العربي الخطابي ص ٦٧.
(٤) مراد المصنف بقوله: "تمييز لها عن نظر الطبائعي ... إلخ" أن جملة "من جهة ما يعرض لظاهره من أنواع التفرق" تشتمل على قيدين:
أحدهما: يخرج النظر في الجراحات التي تحدث في داخل الجسد كقرحة الرئة، وهو قوله: "من جهة ما يعرض لظاهره" حيث قصر النظر على العرض (وهو المرض) على الظاهر ومفهومه يخرج العرض الباطن من الأمراض الجراحية.
الثاني: يخرج النظر في غير الجراحات وهو النظر في أمراض البدن كالصداع وألم البطن، وضيق النفس ونحو ذلك مما لا يعالج بالجراحة، وعبر عن هذا القيد بقوله: "من أنواع التفرقة"، والتفرق مختص بالجرح لافتراق طرفيه عن بعضهما، ولذلك تعرف الجروح عند الأطباء بأنها: "تفرق اتصال بالنسج محدث بعوامل =

<<  <   >  >>