(٢) اختلفت الأحاديث الواردة في شأن العدوى، فظاهر هذا الحديث أنها ثابتة وأنه ينبغي على الإنسان أن يجتنب مخالطة المرضى المصابين بالأمراض المعدية. وحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا عدوى ولا طيرة" الثابت في الصحيح يدل على نفيها، ولذلك اختلف العلماء -رحمهم الله- في حكمها والصحيح الذي عليه الجمهور -رحمهم الله- أنه لا تعارض بين الحديثين وأن المقصود بحديث "لا عدوى" نفي ما كانت الجاهلية تزعمه، وتعتقده أن المرض والعاهة تعدي بطبعها لا بفعل الله تعالى، وأما حديث: "لا يورد ممرض على مصح" فإنه يشتمل على الإرشاد إلى مجانبة ما يحصل الضرر عنده في العادة بفعل الله تعالى وقدره، وهذا الجمع أشار إليه النووي -رحمه الله- ونسبه للجمهور. والله تعالى أعلم. شرح صحيح مسلم للنووي ١٤/ ٢١٣، ٢١٤، وصحيح البخاري ٤/ ١٢، ١٣. (٣) الموسوعة الطبية الحديثة لمجموعة من الأطباء ٥/ ٩٣٤. (٤) الأشباه والنظائر للسيوطي ٨٣، والأشباه والنظائر لابن نجيم ٨٥.