للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شيخه أبي الحُسين القطان من "التَّاريخ الكَبير" خاليًا من ذكر "قرثع" الثَّاني، وأصل القطان عن المستملي حاضر لديه يستظهر به.

وكأن الخطيب أراد استقصاء الأوهام الواقعة في النُّسخ التي اجتمعت لديه -بتعدد روايات الآخذين عن البخاريِّ- سواء من المصنف، أو الرَّاوي عنه، أو النَّاسخ، والاعتذار عن الكثير منها؛ فربما وقف عليها بعضُ مَن لم يتبحَّرْ في العلم، فيظنها من المصنِّف (١).


(١) ويزيد ذلك وضوحًا أن الخطيب قال في "المُوَضِّح لأوهام الجمع والتفريق" (١/ ٤٢): الوهم الثاني عشر: "قال البخاريُّ: محمد بن عَمرو بن الحَسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي. أورد له حديثًا. . .
وقال الخطيب: قال البخاريُّ بعد هذا: مُحمَّد بن عَمرو الهاشميُّ.
عن زَينبَ. روى عنه أبو الجَحَّافِ. حديثُه مُرسلٌ لم يَصحّ.
إن لم يكُن هذا هو الأوَّل فلا أدري، يعني: محمدَ بنَ عَمرو بن الحَسَنِ.
ففرق بينهما بالشَّك، وهما رجل واحد بغير شك. . . ". انتهى.
قوله: "حديثُه مُرسلٌ. . . يعني: محمدَ بنَ عَمرو بن الحَسَنِ". تفردت به نسخة آيا صوفيا (ج ١/ ٤١ ب)، وهي من رواية ابن سهل ونسخة (غ)، وهذه الزيادة لم تَرِدْ في النُّسخ الأخرى التي من رواية ابن سهل كالنُّسخة المرموز لها بالرمز (ك)، وهي من أدق النُّسخ التي من رواية ابن سهل، ولم تَرِدْ أيضًا في النسخة المرموز لها بالرمز (ز)، وهي نُسخة مُتقَنة جدًّا، فلعل هذه الزيادة كانت على حاشية الأصل المنقول منه من باب ذكر الفروق بين الروايات، فنُسخة آيا صوفيا مُقابَلة على غير ما رواية من غير طريق ابن سهل، وعلى روايات أخرى، فظن النَّاسخ أنها استدراك يجب إدخاله في المتن.
وصنيع الخطيب البغدادي في إيراد هذا الوهم وتعقُّبه دليل على كَوْن الخطيب البغداديِّ يستظهر بأكثر من رواية، دون التَّقييد برواية ابن فارس.
وكتب ناسخ (ك) (ج ١/ ٦٥ ب) على طرة أصله: "رأيتُ بخط ابن ناصر: (س) حاشية: قال لنا الشيخ أبو الغنائم بن النَّرسي: قال ابن عقدة: محمد بن عمرو الهاشمي هذا هو: محمد بن عمرو بن الحسن بن علي، ثم كرره هاهنا وهو رجل واحد".

<<  <  ج: ص:  >  >>