وقد علق الشَّيخ المعلمي في حاشية تحقيق "المُوَضِّح لأوهام الجمع والتفريق"(١/ ٦٦) على الوهم الواقع في ترجمة قرثع؛ بما نصه:". . . لسخة "صف" تبيَّنَ أنها من رواية ابن فارس، والأمر كما شرحه الخطيبُ من انفراد نُسخة ابن فارس بالتَّرجمة الثَّانية".
ويبدو أن التي كانت بين يدي الخطيب وعوَّل عليها في غالب الأوهام هي النُّسخة الباريسية المرموز لها بالرمز (س) أو مما يرجع إليها، والمنقول عنها نُسخة الآصفية التي رمز لها الشَّيخ المعلمي بالرمز (صف)، ودل على ذلك التشابه الواقع بين تعقُّبات الخطيب وهذه القطعة.
وهي من أوقاف مدرسة دار الحديث الضِّيائية بسفح جبل قاسِيُون بدمشق، كُتبت في شهر رمضان من سنة خمس عشرة وأربعمائة، ومقابَلة بكتاب القاضي أبي عبد اللَّه محمَّد بن إسماعيل بن محمَّد بن فورتش -رضي اللَّه عنه- (١)، وذلك في رجب سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
ويظهر أن من مُرجِّحات الخطيب بأن القطعة من رواية أبي أحمد بن فارس هي ما وقع في اللوحتين [٢١، ٣٦]: "نا محمد، قال: نا محمد". وما وقع في لوحة [٣٦] ترجمة: "مرقع بن صيفي. روى عنه. . . يونس بن إسحاق": "كذا في كتاب أبي أحمد بن فارس: يونس بن إسحاق، وعليه: "صح"".
وقوله:"نا محمدٌ" الأول قد لا يدل على أنه محمد بن سُليمان بن فارس؛ لأنه وقع التحديث من البخاريّ، وهذه القطعة بعد باب:"فضيل"، وهو فيما أجازه البخاريّ لابن فارس كما مرّ في ترجمته، وقد يكون هناك
(١) قال ابن بضكوال: "كان ثقة في روايته، ضابطًا لكتبه، فاضلًا دَيِّنًا عفيفًا، راوِيةً للعلم. تُوفي سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة". "الصلة في تاريخ أئمة الأندلس" (ص ٥٠٨).