وهناك محمَّد بن إبراهيم بن شُعيب الغازي الجرجاني (١)، من تلاميذ الإمام البخاري. ومما قد يعززه أنه في أثناء هذه النُّسخة في لوحة [٧٦ ب] وقع "كتاب الكُنى" للإمام البخاري متصلًا بـ "كتاب التَّاريخ الكَبير"، وسنده هكذا:"أخبرنا أبو الحسن محمَّدُ بنُ إبراهيم بن شُعيب، المعروف بالغازي، قال: نا محمَّدُ بنُ إسماعيل البخاريُّ".
و"كتاب الكُنى" قِطعة من "كتاب التَّاريخ الكَبير" على أحد الرأيين، فظهر أن النُّسخة قد تكون من رواية محمد بن إبراهيم الغازي، عن البخاريِّ، إلّا أنه لا يعرف ولم نرَ أن الغازي روى التاريخ عن البخاريّ.
وما ورد في لوحة [٣٥] من هذه القطعة: "كذا في كِتاب أبي أحمد بن فارس: يُونس بن إسحاق، وعليه: صح"، يدلّ على أنها من رواية أبي أحمد بن فارس، وأن النَّاسخ يَسْتدل بأنه وجده هكذا في كتاب أبي أحمد بن فارس، أو لعل هذه العبارة كانت طرة على الأصل المنسوخ منه، فظن النَّاسخ أنها استدراك يجب إدخاله في المتن.
وبين هذه القطعة وبين النُّسخة التي من رواية ابن فارس المرموز لها بـ (ث) تغايُر، ويظهر أن القطعة الباريسية قد تكون مما أملاه البخاريُّ أولًا؛ فبمقارنتها ببقية النُّسخ وجدنا تغايُرًا في إعادة صياغة المصنِّف لمادة الكثير
(١) وقد يكون محمد بن سهل، وكذا ذكره المعلميّ في التاريخ (٨/ ١٠٥)، وقد رجع عن ذلك كما في مقدمة الموضح، وبمقارنتها بالنسخ الأخرى وبالقرائن الأخرى انتفى كونه محمد بن سهل.