فتعقبه الحافظ مغلطاي في "كتاب إكمال تهذيب الكمال" قائلًا: "فيه نظر في موضعين؛ الأول:(يُشبهُ) بشين معجمة وباء مضمومة من الشبه -كذا ضبطه عنه المهندس في موضعين- غير جيد، إنما هو (نسَبه) من النسب بسين مهملة ونون.
والثاني: قوله: (الأشبه أنه يزيد بن إبراهيم) غير جيد أيضًا؛ لِمَا تواترت عليه نسخ "التاريخ"، وكأن الشيخ لما فهم أنه من الشبه استبعد شبهه بابن هارون، واستقربه في يزيد بن إبراهيم، ولو نظر في "التاريخ" لعلم صحة ما قلناه:
قال البخاري: قال أبو بكر بن أبي الأسود، عن ابن مهدي: كان من شيوخنا.
السلميُّ، نسَبَه يزيد بن هارون.
يهم في الشيء بعد الشيء. انتهى كلامه. وفيه إيضاح ما قلناه.
وعادة البخاري -رضي اللَّه عنه- هكذا؛ يذكر شيئًا، ويعترض بشيء، ثم يذكر شيئًا آخر، فمن لا يتدبره لا يكاد يفهمه.
ولهذا قال لما بلغه عيبُ مَن عاب "تاريخه" باللَّه! إنَّ مشايخَهم لا يفهمونه، ولا يكادونَ يهْتدونَ لموْضوعه.
فهو هنا ذكر عن ابن مهديّ أنه من شيوخه فإن يزيد نسَبه سلميًّا" (١).
- وضعنا علامات التّرقيم المناسبة التي تُعين على فَهم النصِّ وتوضِّحُه، وميَّزنا الآياتِ القُرآنية بالخط العثماني، مع التَّفريق بين الرواية المشهورة؛
(١) "إكمال تهذيب الكمال" لمغلطاي، نسخة قليج علي (ج ١/ ق ٢٩٥ ب).