للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابنُ عاشور: (بَل) للإضراب الانتقالي مِن تهويل ما أُعِدَّ لهم إلى التهديد بأنّ ذلك يحِلُّ بهم بغتةً وفجأة، وهو أشدُّ على النفوس؛ لعدم التَّهَيُّؤِ له". اهـ (١)

وقد أصابَ السمينُ في استدراكه على ابن عطية؛ إذ أن التقدير الذي ذكره ابنُ عطية يؤول إلى معنى غير صحيح؛ فليست الآيات هي التي تأتي بغتة، وأهل التفسير وإن اختلفت ألفاظهم في تفسير ضمير {تَأْتِيهِمْ}، فذلك من باب اختلاف التنوع، وكل ما قالوه يؤول إلى معنى واحد، وليس من بين أقوالهم أن الآيات هي التي تأتي بغتة.

فقال بعضهم: الساعة هي التي تأتيهم بغتة (٢)، وهي المدلَّل عليها بسؤالهم: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الأنبياء: ٣٨]، وفسرها بعضهم بالعقوبة (٣)، وقال آخرون: هي النار (٤)، وقيل: هي العدة أو الحين أو الوعد (٥).


(١) التحرير والتنوير (١٧: ٧١).
(٢) ينظر: تفسير مقاتل بن سليمان (٣: ٨٠)، تفسير يحيى بن سلام (٢: ٣١٣)، معاني القرآن وإعرابه، للزجاج (٣: ٣٩٣)، تفسير السمرقندي (٢: ٤٢٦)، تفسير القرآن العزيز، لابن أبي زمنين (٣: ١٤٧)، تفسير الثعلبي (٦: ٢٧٦)، التفسير الوسيط، للواحدي (٣: ٢٣٨)، تفسير السمعاني (٣: ٣٨١)، تفسير البغوي (٣: ٢٨٩)، زاد المسير في علم التفسير، لابن الجوزي (٣: ١٩١)، تفسير الفخر الرازي (٢٢: ١٤٦)، تفسير النسفي (٢: ٤٠٥)، الجدول في إعراب القرآن، لمحمود صافي (١٧: ٣١)، المجتبى، لأحمد الخراط (٢: ٧٢١).
(٣) ينظر: تفسير القشيري (٢: ٥٠٣)، تفسير القرطبي (١١: ٢٩٠)، تفسير أبي حيان (٧: ٤٣٢).
(٤) ينظر: تفسير الطبري (١٨: ٤٤٥)، تفسير الزمخشري (٣: ١١٨)، تفسير ابن جزي (٢: ٢٣)، تفسير أبي حيان (٧: ٤٣٢)، تفسير ابن كثير (٥: ٣٤٣).
(٥) ينظر: تفسير الزمخشري (٣: ١١٨)، تفسير البيضاوي (٤: ٥٢)، تفسير أبي السعود (٦: ٦٨)، فتح القدير، للشوكاني (٣: ٤٨٢)، تفسير الآلوسي (٩: ٤٩)، التحرير والتنوير، لابن عاشور (١٧: ٧١).::

<<  <   >  >>