للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذا في قوله: {وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا} [الأنعام: ١٣٩] ردٌ على من منع ذلك؛ لأنه أنث فقال: {خَالِصَةٌ} حملاً لها على معنى التأنيث، ثم عاد إلى اللفظ فقال: {وَمُحَرَّمٌ} (١).

ويُرد عليهم أيضاً بما ورد في سورة الزخرف: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (٣٦) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (٣٧) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (٣٨)} في قراءة مَن أفرد الضمير في {جَاءَنَا} (٢): أفرد في {يَعْشُ} وفي {نُقَيِّضْ لَهُ} وفي {فَهُوَ لَهُ}، ثم جمع في {لَيَصُدُّونَهُمْ}، و {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ}، ثم أفرد في {جَاءَنَا} (٣).

قال أبو حيان: "أعادَ أولاً على اللفظ، ثم جمع على المعنى، ثم أفرد على اللفظ". اهـ (٤)


(١) ينظر: إعراب القرآن، للباقولي (١: ٣٧١).
(٢) قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر: {جَاءَانَا} على التثنية، أي: مَن عشي عن ذكر الرحمن، والشيطان المقارن له، وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم: {جَاءَنَا} على فعل الواحد، أي: من عشي عن ذكر الرحمن. ينظر: السبعة في القراءات، لابن مجاهد (ص: ٥٨٦)، تفسير الطبري (٢١: ٦٠٥)، التيسير في القراءات السبع، للداني (ص: ١٩٦)، تفسير أبي حيان (٩: ٣٧٤)، النشر في القراءات العشر، لابن الجزري (٢: ٣٦٩)، فتح القدير، للشوكاني (٤: ٦٣٧).
(٣) ينظر: التذييل والتكميل في شرح التسهيل، لأبي حيان (٣: ١١٦)، و (مَن) في الآية شرطية وحكمها حكم الموصولة.
(٤) تفسير أبي حيان (٩: ٣٧٤).::

<<  <   >  >>