للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والذين اتفقوا على أنّ الواو عاطفة اختلفوا في خبر {إنَّ}، فذهب الجمهور (١) إلى أنه محذوف، دل عليه آخر الآية، والتقدير: إنّ الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله هلكوا أو خسروا، أو: مُعذَّبون.

قال ابنُ عطية: "الخبر محذوف مقدَّر عند قوله {وَالْبَادِ}، تقديره: خسروا أو هلكوا". ... اهـ (٢)

وقال عبد الرحمن الأنباري: "خبر {إنَّ} مقدر، وتقديره: إنّ الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله مُعذَّبون". اهـ (٣)

وذهب الزجاج إلى أنّ الخبر هو قوله: {نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (٤)، وضعّف قولَ الزجاج هذا عددٌ من العلماء منهم: النحاس (٥)، ومكي بن أبي طالب (٦).

قال النحاس: "هذا غلط، ولست أعرف ما الوجه فيه؛ لأنه جاء بخبر {إنّ} جزمًا، وأيضًا فإنه جواب الشرط، ولو كان خبرًا لبقي الشرط بلا جواب ولا سيما والفعل الذي للشرط مستقبل فلا بد له من جواب". اهـ (٧)


(١) ينظر: إعراب القرآن، للنحاس (٣: ٦٦)، الهداية إلى بلوغ النهاية، لمكي بن أبي طالب (٧: ٤٨٦٦)، المحرر الوجيز (٤: ١١٥)، كشف المشكلات، للباقولي (ص: ٥٤٠)، البيان في إعراب غريب القرآن، للأنباري (٢: ١٤٢)، التبيان في إعراب القرآن (٢: ٩٣٨)، الفريد في إعراب القرآن المجيد، للمنتجب الهمذاني (٤: ٥٤٤)، تفسير البيضاوي (٤: ٦٩)، تفسير أبي السعود (٦: ١٠٣)، فتح القدير، للشوكاني (٣: ٥٢٨)، الجدول في إعراب القرآن، لمحمود صافي (١٧: ١٠٥).
(٢) المحرر الوجيز (٤: ١١٥).
(٣) البيان في إعراب غريب القرآن (٢: ١٤٢).
(٤) ينظر: معاني القرآن وإعرابه (٣: ٤٢٠).
(٥) ينظر: إعراب القرآن (٣: ٦٦).
(٦) ينظر: الهداية إلى بلوغ النهاية (٧: ٤٨٦٦).
(٧) إعراب القرآن (٣: ٦٦).

<<  <   >  >>