للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - أنَّ الواو زائدة، وجملة {يَصُدُّون} في محل رفع خبر {إنّ}، والتقدير: إن الذين كفروا يصدون.

قاله: الخليل بن أحمد (١).

وذكره بعض العلماء وجهًا محتملاً، منهم: مكي بن أبي طالب (٢)، والكرماني (٣)، وأبو البقاء (٤)، والشوكاني (٥).

قال الخليل بن أحمد: " {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} معناه: يصدون، والواو فيه واو إقحام". اهـ (٦)

وضعّف هذا القول عددٌ من العلماء (٧)، منهم ابن عطية وجعله ممتنعاً من جهة المعنى، حيث قال: "وقالت فرقة: الواو زائدة و {يَصُدُّونَ} خبر {إِنَّ}، وهذا مفسد للمعنى المقصود". اهـ (٨)

واستدرك عليه السمين حيث ذهب إلى أن المعنى ليس بفاسد، والضعف إنما هو من الناحية الصناعية لا المعنوية، حيث قال: "ولا أَدْري فسادَ المعنى من أيِّ جهة؟ ألا ترى أنه لو صُرِّح بقولِنا: إنَّ الذين كفروا يَصُدُّون؛ لم يكنْ فيه فسادُ معنى، فالمانع إنما هو أمرٌ صناعيٌّ عند


(١) ينظر: الجمل في النحو (ص: ٣٠٥).
(٢) ينظر: مشكل إعراب القرآن (٢: ٤٨٩).
(٣) ينظر: غرائب التفسير وعجائب التأويل (٢: ٧٥٦).
(٤) ينظر: التبيان في إعراب القرآن (٢: ٩٣٨).
(٥) ينظر: فتح القدير، للشوكاني (٣: ٥٢٨).
(٦) الجمل في النحو (ص: ٣٠٥).
(٧) ينظر: المحرر الوجيز (٤: ١١٥)، البيان في إعراب غريب القرآن، للأنباري (٢: ١٤٢)، تفسير أبي حيان (٧: ٤٩٩)، الدر المصون (٨: ٢٥٦)، أضواء البيان، للشنقيطي (٤: ٢٩٢ - ٢٩٣).
(٨) المحرر الوجيز (٤: ١١٥).

<<  <   >  >>