للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثاً: مناقشة قولي ابن عطية والسمين، والترجيح:

أمّا قول ابن عطية ومَن وافقه: فلو صحّ أنّ تلك القاعدة أغلبية، فذلك من اجتهادهم ورأيهم، أمّا احتجاجهم بالحديث فلا يصح.

وكذا ردَّ أبو جعفر النحاس على مَن احتج بذلك الحديث بأنه ضعيف ولا أصل له (١).

أمّا استدراك السمين على ابن عطية بأنّ ما قاله يرده اختلاف القراء: فإن ابن عطية قد ثنّى بذكر اختلاف القراء في هذه اللفظة بعد قوله مباشرة حيث قال: "وأما القراء السبعة فاختلفوا؛ فقرأ نافع (الرِّياحِ) في اثني عشر موضعا: هنا وفي الأعراف: {يُرْسِلُ الرِّيَاحَ} [الأعراف: ٥٧]، وفي إبراهيم: (اشتَدّتْ به الرياح) [إبراهيم: ١٨]، وفي الحجر: {الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} [الحجر: ٢٢]، وفي الكهف: {تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} [الكهف: ٤٥]، وفي الفرقان: {أَرْسَلَ الرِّيَاحَ} [الفرقان: ٤٨]، وفي النمل: {وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ} [النمل: ٦٣]، وفي الروم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} [الروم: ٤٦]، {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا} [الروم: ٤٨]، وفي فاطر: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ} [فاطر: ٩] وفي الجاثية: {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ} [الجاثية: ٥]، وفي حم عسق: (يُسكِن الرياح) [الشورى: ٣٣].

وقرأ أبو عمرو وعاصم وابن عامر موضعين من هذه بالإفراد: في إبراهيم، وفي حم عسق، وقرؤوا سائرها كقراءة نافع.


(١) ينظر: معاني القرآن (٥: ٣٤).

<<  <   >  >>