للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقرأ ابن كثير بالجمع في خمسة مواضع: هنا وفي الحِجر، وفي الكهف، وفي الروم الحرف الأول، وفي الجاثية، وباقي ما في القرآن بالإفراد.

وقرأ حمزة بالجمع في موضعين: في الفرقان وفي الروم الحرف الأول، وأفرد سائر ما في القرآن، وقرأ الكسائي كحمزة وزاد عليه في الحجر: {الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} [الحجر: ٢٢].

ولم يختلفوا في توحيد ما ليس فيه ألف ولام (١) ". اهـ (٢)

ويُعترض على ابن عطية ترجيحه قراءة الجمع (الرياح) على قراءة الإفراد (الريح) وهي قراءة صحيحة ثابتة معتمدًا على تلك القاعدة التي ذكرها! حيث قال: "قراءة الجمع أوْجَه؛ لأن عُرف الريح متى وردت في القرآن مفردة فإنما هي للعذاب" اهـ (٣)، ومثل هذا الترجيح بين القراءات الصحيحة لا ينبغي.

قال الآلوسي: "في كلام ابن عطية غفول عن التأويل الذي تتوافق به القراءتان ... ولا يسوغ أن يُقال في تلك القراءة أنها أوجَه مِن القراءة الأخرى مع أن كلاً منهما متواتر". اهـ (٤)


(١) ينظر: السبعة في القراءات، لابن مجاهد (ص: ١٧٣، ٢٨٣)، معاني القراءات للأزهري (١: ١٨٣ - ١٨٦)، إبراز المعاني من حرز الأماني، لأبي شامة (ص: ٣٤٨)، تفسير القرطبي (٢: ١٩٨)، النشر في القراءات العشر، لابن الجزري (٢: ٢٢٣)، فتح القدير، للشوكاني (٤: ٢٦٥).
(٢) المحرر الوجيز (١: ٢٣٣).
(٣) المحرر الوجيز (٤: ٢١٣).
(٤) تفسير الآلوسي (١٠: ٣٠).

<<  <   >  >>