للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة (١) قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقنعاً في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكر: فداء له أبي وأمي والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر.

قالت: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن فأذن له فدخل فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: ((أخرج من عندك)) .

فقال أبو بكر: إنما هم أهلك (٢) بأبي أنت يا رسول الله.

قال: ((فإني قد أُذن لي في الخروج)) .

فقال أبو بكر: الصحابة بأبي أنت يا رسول الله؟

قال رسول الله: ((نعم)) .

قال أبو بكر: فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بالثمن)) . (٣)

قالت عائشة:


(١) أي أول الزوال. (ر)
(٢) يعني (رضي الله عنه) أن أهله كأهل الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الإخلاص له وكتمان سره، وإنما كان عنده وقتئذ أسماء وعائشة. ففي رواية موسى بن عقبة: (لا عين عليك إنما هما ابنتاي) وكذا في سيرة ابن هشام عن عروة. (ر)
(٣) سئل بعضهم عن سبب ذلك مع العلم بأن أبا بكر أنفق ماله كله عليه (صلى الله عليه وسلم) في سبيل الله ومنه زاد السفر في الهجرة. فأجاب أنه (صلى الله عليه وسلم) أحب أن تكون هجرته من مال نفسه لما فيه من الأجر العظيم. (ر)

<<  <  ج: ص:  >  >>