والحقيقة: أن هذا الطعن منهم في أبي بكر رضي الله عنه بخصوص هذه الحادثة هو أمر لا يمكن فهمه بل ولا يمكن أن يقبل به عاقل؛ لأنه بمجرد تصور حال أبي بكر رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم وقت الهجرة فقط يتبين بطلانه: فما الذي أجبر أبا بكر رضي الله عنه على مرافقة النبي في هجرته تلك الصعبة المستصعبة، الخطيرة والمخيفة؟! وما الدافع له على ذلك؟ وما كان ينتظر من كل هذه المعاناة؟!
فلو كان منافقاً - كما يدعي الشيعة - فلماذا يتحمل كل هذه المعاناة ويفر من قومه الكفار تاركاً وراءه كل شيء، وهم المسيطرون ولهم العزة في مكة؟! وإن كان نفاقه لمصلحة دنيوية، فأي مصلحة كان يرجوها مع النبي تلك الساعة والنبي وحيد طريد - مع أنه لم يثبت مطلقاً انه وعده بشيء من الاشياء حتى ولو كان حقيراً -، ولا يخفى أنه مع كل ذلك فقد يتعرض للقتل من الكفار الذين لاحقوه مع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلاحظوا فيه صفة تمنع قتله!