للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عُمَرَ النحوي (١)، قال: «كُنَّا نمشي مع الحَسَنِ (٢)، ومعنا عبدُ الله بْنُ أبي إسحَاقَ (٣)، قال: فقال: حَادِثُوا هذه النُّفوسَ فإنَّها طُلَعَةٌ، ولا تدَعُوها فتنْزعُ بكم إلى شَرِّ غَايةٍ (٤).

قال: فأخرجَ عبدُ اللهِ بنُ أبي إسْحَاقَ ألواحَه، فكتبَها، فقال: استفدنا منك يا أبا سعيدٍ: طُلَعَة» (٥).

وكان ظهورُ هذا التَّخصُّصِ أثراً من آثار الاهتمامِ بتقويمِ اللسانِ العربي الذي أصابه شيءٌ من الخللِ بدخولِ غيرِ العربِ في الإسلامِ.

وكانت بداية التَّوجُّه إلى تقويم اللِّسانِ (٦) كما ذهب إليه كثير من


(١) عيسى بن عمر، أبو عمر الثقفي، مولى خالد بن الوليد المخزومي، البصري، كان من أفصح الناس، وكان يتقعر في كلامه، ويستعمل الغريب، أخذ عن عبد الله بن أبي إسحاق، توفي سنة (١٤٩). ينظر: مراتب النحويين (ص:٤٣)، وطبقات اللغويين والنحويين (ص:٤٠ - ٤٥).
(٢) هو أبو سعيد الحسن البصري (ت:١١٠).
(٣) عبد الله بن أبي إسحاق مولى آل الحضرمي، البصري، هو أول من بعج النحو ومدَّ القياس، وشرح العلل، وكان يُخَطِّئُ العرب. وتوفي سنة (١١٧). ينظر: مراتب النحويين (ص:٣١ - ٣٢)، وطبقات النحويين (ص:٣١ - ٣٣).
(٤) أخرج هذا الأثر أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث، تحقيق: حسين بن محمد شرف (٥:٥١٠)، فقال: «وفي حديث الحسن: «حادثوا هذه القلوب بذكر الله، فإنها سريعة الدثور، واقدعوا هذه الأنفس، فإناه طُلعَة»، يُروى عن المبارك بن فضالة عن الحسن».
ومعنى «سريعة الدثور»: يعني دروس ذكر الله تبارك وتعالى.
ومعنى «اقدعوها»: كُفُّوها وامنعوها.
وفي «طلعة» روايتان: طَلِعَة، وطُلَعَة. والذي أراد الحسن: أن هذه النفوس تَطَّلِع إلى هواها، وتشتهيه، حتى تُردي صاحبَها، يقول: فامنعوها من ذلك. ينظر: غريب الحديث، لأبي عبيد (٥:٥١١ - ٥١٢).
(٥) أخبار النحويين البصريين، ومراتبهم، وأخذ بعضهم عن بعض، للسيرافي، تحقيق: د. محمد البنا (ص:٩٠).
(٦) ينظر في هذه المسألة: أخبار النحويين البصريين، للسيرافي (ص:٣٣)، وطبقات =

<<  <   >  >>