للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعرابيانِ يختصمانِ في بئرٍ، فقالَ أحدُهما: أنا فَطَرْتُها؛ يعني: أنا ابتدأتها (١).

قال: وحدَّثنا هُشَيمٌ (٢)، عنْ حُصَينٍ (٣)، عن عبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ (٤)، عنِ ابنِ عبَّاسٍ: أنَّه كانَ يُسألُ عنِ القرآنِ، فينشدُ الشِّعرَ» (٥).

والمسألةُ التي ذكرَها أبو عبيدٍ (ت:٢٢٤) من الاستشهادِ بلغةِ العربِ شعرِها ونثرِها واضحةٌ، وقد مضى ذِكرُ أمثلةٍ في التَّفسيرِ اللُّغويِّ لأهلِ الحُجَّةِ من السَّلفِ في التَّفسيرِ.

وإذا تأمَّلتَ الأمثلةَ السابقةَ الواردةَ عنهم في الاستشهادِ بنثرِ العربِ تبيَّنَ ما يأتي:

* أنَّ السَّلفَ كانوا يَكْتَفُونَ بسماعِ معنى اللَّفظةِ من عربيٍّ ينطقُ بها، أو يخبِرُ أنَّها لغةُ قومِه؛ كالمثال السَّابقِ عن ابنِ عبَّاسٍ (ت:٦٨) في تفسيرِ لفظِ «البعل»، ولفظِ «فاطر»، وما وردَ عنِ الحسنِ (ت:١١٠) في تفسيرِ لفظِ «الأرائك».


(١) أخرجه أبو عبيد، أيضاً، في فضائل القرآن (ص:٢٠٦)، وقد سبق ذِكره.
(٢) هُشيم بن بَشير بن القاسم السلمي، روى عن الأجلح بن عبد الله وحجاج بن أرطأة وغيرهم، وعنه: أحمد بن منيع وأبو عبيد القاسم بن سلام، وهو ثقة ثبت، كثير التدليس، مات سنة (١٨٣)، تهذيب الكمال (٧:٤١٨ - ٤٢٣)، وتقريب التهذيب (ص:١٠٢٣).
(٣) حُصين بن عبد الرحمن السُّلمي، أبو الهذيل الكوفي، ثقة، تغيَّر حفظه في الآخر، مات سنة (١٣٦)، ورواية هشيم عنه قبل الاختلاط. تقريب التهذيب (ص:٢٥٣)، وهدي الساري، لابن حجر، ط الريان (ص:٤١٧).
(٤) عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أبو عبد الله الهذلي المدني، ثقة، فقيه، ثبت، مات سنة (٩٤)، وقيل غيرها، تقريب التهذيب (ص:٦٤٠).
(٥) غريب الحديث، لأبي عبيد، تحقيق: د. حسين محمد شرف (٥:٤١٢ - ٤١٣)، وينظر: سنن سعيد بن منصور، تحقيق: د. سعد الحميد (٢:٣١٦ - ٣١٨)، وفضائل الصحابة، لأحمد بن حنبل (٢:٩٨١)، والأثرُ صحيحٌ عن ابن عباسٍ، وقد أطالَ الدكتور سعد الحميِّد في تخريجه لهذا الأثرِ بما فيه مقنعٌ، والله الموفقُ.

<<  <   >  >>