للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والقرآن (١)، والإيمانِ (٢)، والقدرِ (٣)، والغيبياتِ؛ كالميزانِ والسِّراطِ وسجودِ المَوَاتِ (٤)، وغيرها. أم في ردِّه على مُخالفِهم (٥).

وليس يُشكلُ على هذا وقوعُ المخالفةِ منه في مثالٍ أو مثالين؛ لأنَّ النَّظرَ في مثلِ هذا إلى القاعدةِ العامَّةِ التي سارَ عليها في الاعتقادِ، ومن ذلك:

* قولُه: «وخادعتُ الرجلَ، بمعنى: خدعتُه. وعلى هذا يوجَّهُ قولُ الله جَلَّ وعَزَّ: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء: ١٤٢]؛ معناه: أنهم يُقدِّرون في أنفسهم أنهم يخدعونَ اللهَ، واللهُ هو الخادعُ لهم؛ أي: المُجازِي لهم جزاءَ خداعِهم» (٦).

إنَّ تفسيرَه صفةَ المخادَعةِ بهذا التَّفسيرِ فيه قصورٌ؛ لأنَّ المجازاةَ إنما هي نتيجةُ المخادعةِ ولازمُها، لا المخادعةَ ذاتها، وهذه الصِّفةُ مما لا تُطلَقُ على اللهِ ابتداءً، بلْ تُطلقُ معَ مقابلها، كما وردتْ في القرآنِ، فلا يصحُّ أن يقالَ: إنَّ اللهَ هو الخادعُ، وإنما يقال: اللهُ يخادعُ من يخادعُه، كما وردَ في النَّصِّ القرآنيِّ، والله أعلم.

* أنَّه نقلَ تفسيرَ صفةِ الاستواءِ عن ثعلبَ (ت:٢٩١)، وهو قولُه: «{الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: ٥]، قال: الاستواء: الإقبالُ على الشيءِ» (٧). ونقل عن الزَّجَّاجِ (ت:٣١١) قولَه: «وقولُ ابن عباسٍ في قولِه


(١) ينظر: تهذيب اللغة (١٠:٢٦٥).
(٢) ينظر: تهذيب اللغة (١٢:٤٥٢).
(٣) ينظر: تهذيب اللغة (١١:٤٦٤)، (١٣: ٣٢٨ - ٣٣٠)، (١٤:١١ - ١٢).
(٤) ينظر: تهذيب اللغة (٤: ٣٤)، (١٠: ٤٥، ٥٧٢)، (١٢: ٢٢٨ - ٢٢٢٩)، (١٣: ٢٥٧)، وغيرها.
(٥) ينظر مثلاً: (٥:١١٢)، (١٢:٢٢٨، ٢٢٩)، (١٤: ٣٧١)، وغيرها.
(٦) تهذيب اللغة (١:١٥٨).
(٧) تهذيب اللغة (١٣:١٢٥).

<<  <   >  >>