للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومحمد بنُ السَّائبِ الكَلْبِيُّ (ت:١٤٦) (١).

ومن اللُّغويِّينَ: الفَرَّاءُ (ت:٢٠٧) (٢)، وابنُ قُتَيبَةَ (ت:٢٧٦) (٣)، وثعلب (ت:٢٩١) (٤).

القولُ الثاني: يبستْ، وذهبَ ماؤهَا.

وبه قالَ: الحسنُ البصري (ت:١١٠) (٥)، وقتادةُ (ت:١١٧) (٦).

وقدْ حكى بعضُ علماءِ اللُّغةِ الذين كتبوا في الأضدادِ هذين القولينِ (٧)، كما حكاهما أصحابُ المعاجمِ اللغوية (٨). قال أبو زيدٍ الأنصاريُّ (ت:٢١٥): «المسجورُ: يكونُ المملوءَ، ويكون الذي ليس فيه شيءٌ» (٩).

وبهذا يظهر أنَّ مادَّة «سجر» ذات دلالتين متضادَّتين في لغةِ العربِ، والآيةُ تحتملُ هاتين الدِّلالتين، فقال مفسِّرٌ بأحدهما، وقال الآخرُ بالدِّلالة الأخرى، اجتهاداً منهما في اختيارِ إحدى الدِّلالتينِ، والله أعلم.

والمقصودُ: أنَّ التَّضادَّ الذي في دلالةِ الكلمةِ الواحدةِ كان سبباً في


(١) تفسير الطبري، ط: الحلبي (٣٠:٦٨).
(٢) معاني القرآن (٣:٢٣٩). وينظر (٣:٩١).
(٣) تفسير غريب القرآن (ص:٥١٦). وقد فسر أبو عبيدة الموضع الذي في سورة الطور بهذا التفسير، ينظر: مجاز القرآن (٢:٢٣٠).
(٤) تاج العروس، مادة (سجر).
(٥) تفسير الطبري، ط: الحلبي (٣٠:٦٨). وعلَّقه البخاري عنه، ينظر: فتح الباري، ط: الريان (٨:٥٦٢).
(٦) تفسير الطبري، ط: الحلبي (٣٠:٦٨).
(٧) ينظر: الكتب الآتية من كتب الأضداد: لقطرب (ص١٠٢)، والتَّوَّزِيِّ (ص:١٠٣)، وابن السِّكِّيت (ص:١٦٨)، وأبو حاتم (١٤٤)، وابن الأنباري (ص:٥٤).
(٨) ينظر ـ مثلاً ـ: تهذيب اللغة (١٠:٥٧٥ - ٥٧٦)، ولسان العرب وتاج العروس، مادة (سجر).
(٩) تهذيب اللغة (١٠:٥٧٧).

<<  <   >  >>