للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نُسِبَ له كتابُ الشُّكُوك (١).

وكانَ منَ الزَّنادقةِ الملحدينَ أصحابِ الشَّبَهِ الذينَ فَشَا أمرُهُم وكتبوا الكتبَ في النَّقْضِ على الإسلامِ والمرسلينَ أبو الحسين أحمد بن يحيى، المعروف بابنِ الرَّاونْدِيِّ (ت:٢٩٨) (٢)، وقد حفظتْ بعضُ الكتبِ شيئاً من زندقتِه وضلالته (٣)، ككتابِ (الانتصار والرَّدِّ على ابن الرَّاوَنْدي الملحدِ) (٤) لشيخِ المعتزلةِ البغداديين عبدِ الرَّحيمِ بنِ محمدٍ الخيَّاطِ (ت:٣٠٠) (٥).

وهذا الرجلُ وإنْ كانَ متأخراً إلاَّ أنه يُوَضِّحُ صورةً منْ صُوَرِ ما كانَ


(١) وَرَدَ ذلك عن النَّظَّام (ت:٢٣١)، قال: «مات لصالح بن عبد القدوس ابنٌ، فمضى إليه أبو الهذيل ... فرآه حزيناً، فقال: لا أعرف لجزعك وجهاً، إلاَّ إذا كان الإنسان عندك كالزرع، فقال: إنما أجزع لأنه لم يقرأ كتاب «الشُّكُوك».
قال: وما كتاب «الشُّكُوك»؟
قال: كتاب وضعته، من قرأ فيه شكَّ فيما كان، حتى يتوهم أنه لم يكن، وفيما لم يكن، حتى يظنُّ أنه قد كان.
قال أبو الهذيل: فشكَّ أنت في موت ابنك، واعمل على أنه لم يمت، وإن كان قد مات، فشُكَّ أنه قد قرأ لك الكتاب، وإن كان لم يقرأه». المنية والأمل (ص:٤٦).
(٢) أحمد بن يحيى، أبو الحسين البغدادي، المعروف بابن الراوندي، كان من المعتزلة، ثمَّ فارقهم، وكان يلزم الرَّافضة، وصار ملحداً، وقد ألَّف كتباً في الحطِّ من شأن الإسلام والقرآن، وردَّ عليه بعض المعتزلة، كالجبائيين، والخياط، وغيرهم. توفي سنة (٢٩٨) وقيل غيرها. المنتظم (١٣:١٠٨ - ١١٧)، ووفيات الأعيان (١:٩٤ - ٩٥).
(٣) مما حُفظَ من كلامه ما جاء في كتاب المنتظم لابن الجوزي (١٣:١١٠ - ١١٧)، وكتاب (المجالس المؤيدية)، للمؤيد في الدين هبة الله بن أبي عمران الإسماعيلي الفاطمي، وهو ردٌّ على ابن الراوندي، وهو موجود في كتاب من تاريخ الإلحاد، لعبد الرحمن بدوي.
(٤) كتب الجاحظ كتاب (فضيلة المعتزلة)، فردَّ عليه ابن الراوندي بكتاب (فضيحة المعتزلة)، ثمَّ ردَّ ابن الخياط على ابن الراوندي بهذا الكتاب.
(٥) عبد الرحيم بن محمد بن عثمان، أبو الحسين الخياط، أحد متكلمي المعتزلة البغداديين، كان كثير الردِّ على ابن الراوندي، المنية والأمل (ص:٧٢ - ٧٤)، ومقدمة كتاب الانتصار لمحمد حجازي (ص:٢٦ - ٢٨).

<<  <   >  >>