وأقرب معاني هذه الصيغة لما قالوه: الوجدان، تقول: أحمدته، وجدته مستحقاً للحمد. ينظر: الكتاب، ط: بولاق (٢:٢٣٦)، وأدب الكاتب (ص:٤٤٧)، وديوان الأدب (٢:٣٣٧). وقد حمل ابن جني المعتزلي قوله تعالى: {وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا} [الكهف: ٢٨] على معنى هذه الصيغة، فقال: «ولن يخلو «أغفلنا» من أن يكون من باب أفعلتُ الشيء؛ أي: صادفته ووافقته كذلك؛ كقوله: ....... ... وأهْيَجَ الخَلْصَاءَ من ذَاتِ البُرَق أي: صادفها هائجة النبات ... حكى الكسائي: دخلت بلدة فأعمرتها؛ أي: وجدتها عامرة، ودخلت بلدة فأخربتها؛ أي: وجدتها خراباً، ونحو ذلك. أو يكون ما قاله الخصم: أنَّ معنى: أغفلنا قلبه: منعناه وصددناه ... وإذا لم يكن عليه، كان معنى: أغفلنا قلبه عن ذكرنا؛ أي: صادفناه غافلاً، على ما مضى، وإذا صودف غافلاً، فقد غفل لا محالة، فكأنه ـ والله أعلم ـ ولا تطع من غفل قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً؛ أي: لا تطع من فعل كذا وفعل كذا ...». الخصائص (٣:٢٥٦ - ٢٥٨). (٢) ويلحقُ بها ما كان في حُكْمِها من الأفعالِ التي نسبها اللهُ إلى نفسه، في مثل قوله تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: ٥]، وغيرها. (٣) نسبه الرازي في التفسير الكبير (٢:١٣٠) إلى قطرب وكثير من المعتزلة، وينظر: رسائل العدل والتوحيد (٢:٨٤)، فقد جعله يحيى بن الحسين الزيدي المعتزلي بمعنى يوقع عليهم اسم الضلال. =