للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - في قوله تعالى: {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [البقرة: ٢٤]، قال ابنُ قتيبة (ت:٢٧٦): «والحجارةُ، قالَ المفسِّرونَ: حجارةُ الكبريتِ» (١).

وتخصيصُ الحجارةِ بحجارةِ الكبريتِ، لا يمكنُ أخذه من طريقِ اللُّغةِ، ولكن يؤخذُ منْ طريقِ الرِّوايةِ عنِ المفسرينَ.

٣ - في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَاكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: ٢٧٥]، قالَ الزَّجَّاجُ (ت:٣١١): «المعنى: الذين يأكلونَ الرِّبَا لا يقومونَ في الآخرةِ إلا كما يقومُ المجنونُ منْ حالِ جنونِه. زعمَ أهلُ التَّفسيرِ أنَّ ذلكَ عَلَمٌ لهم في الموقفِ، يعرفُهم به أهلُ الموقفِ، يُعْلَمُ به أنهم أكَلَةُ الرِّبا في الدنيا» (٢).

فذكر المعنى الذي يتأتى من طريقِ اللغةِ، ثمَّ نسبَ إلى أهلِ التَّفسيرِ ما لا يتأتَّى منْ طريقِ الرِّوايةِ، لا منْ طريقِها، مع أنَّه وردَ عنهم تفسيرُ المَسَّ بالجنونِ (٣).

٤ - في قوله تعالى: {وَأَحْسَنُ مَقِيلاً} [الفرقان: ٢٤]، قال ابنُ عُزَيْزٍ السجستاني (ت:٣٣٠): «مِنَ القائلةِ، وهي الاستكنانُ في وقتِ نصفِ النَّهارِ.

وجاءَ في التَّفسيرِ أنَّه لا ينتصفُ النَّهارُ يومَ القيامةِ حتى يستقرَّ أهلُ الجنَّةِ في الجنَّةِ، وأهلُ النَّارِ في النَّارِ (٤)، فَتَحِينُ القائلةُ وقدْ فُرِغَ مِنَ الأمرِ، فيقيلُ أهلُ الجنَّةِ في الجنَّةِ، وأهلُ النَّارِ في النَّارِ» (٥).

وما ذكرَه ابنُ عُزَيزٍ السجستاني (ت:٣٣٠) هنا لا يمكنُ أنْ يُدركْ منْ طريقِ اللُّغةِ، بلْ طريقُهُ الروايةُ، وهي التي فسَّرَ بها أهلُ التَّفسيرِ.


(١) غريب القرآن (ص:٤٣).
(٢) معاني القرآن وإعرابه، للزجاج (١:٣٥٨).
(٣) ينظر: تفسير الطبري، تحقيق: شاكر (٦:٨ - ١٠).
(٤) ينظر: تفسير الطبري، ط: الحلبي (١٩:٥)، وتفسير ابن أبي حاتم، تحقيق: أسعد محمد الطيب (٨:٢٦٨٠ - ٢٦٨١).
(٥) غريب القرآن (ص:١١٠).

<<  <   >  >>