للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول: وردَ عنِ السَّلفِ، وبعضِ اللُّغويينَ، والمعنى: أنَّ المسلمَ أعرفُ بدارِه في الجنَّةِ من دارِهِ الَّتِي في الدنيا، ويكون أصل معنى عرَّفها لهم من المعرفةِ والعلمِ بالشَّيء.

وقد وردَ هذا التَّفسيرُ بهذا المعنى عنْ: مجاهد (ت:١٠٤) (١)، وقتادةَ (ت:١١٧) (٢)، وسلمةَ بن كُهَيلٍ (ت:١٢١) (٣)، والسُّدِّيِّ (ت:١٢٨) (٤)، والكَلْبِيِّ (ت:١٤٦) (٥)، وابنِ زيدٍ (ت:١٨٢) (٦). وقالَ به من اللغويين: الفراء (ت:٢٠٧) (٧) وأبو عبيدةَ (ت:٢١٠) (٨)، والنَّحَّاسُ (ت:٣٣٨) (٩).

ويشهدُ لهذا التفسيرِ ما رواهُ الإمامُ البخاريُّ (ت:٢٥٦) في صحيحِه عن الرَّسولِ صلّى الله عليه وسلّم قالَ: «إذا خَلُصَ المؤمنونَ منَ النَّارِ، حُبِسُوا بقنطرة بينَ الجنَّةِ والنَّارِ، يَتَقَاصُّونَ مظالِمَ كانتْ بينهم في الدُّنيا، حتى إذا هُذِّبوا ونُفُّوا، أُذِنَ لهم في دخولِ الجنَّةِ، والَّذي نفسي بيده إنَّ أحدَهم بِمَنْزلِهِ في الجنَّةِ، أهدى منه بمنْزلِهِ الَّذي كانَ في الدُّنيا» (١٠).


(١) تفسير مجاهد (ص:٦٠٤ - ٦٠٥)، وغريب الحديث، للحربي (١:١٨٩)، وتفسير الطبري، ط: الحلبي (٢٦:٤٤).
(٢) تفسير الطبري، ط: الحلبي (٢٦:٤٤).
(٣) غريب الحديث، للحربي (١:١٨٩).
وسلمة بن كهيل، الحضرمي، أبو يحيى الكوفي، روى عن سعيد بن جبير، وأبي مالك، وعنه: سفيان الثوري ومنصور بن المعتمر وغيرهما، ثقة يتشيَّع، توفي سنة (١٢١)، وقيل غير ذلك. تهذيب الكمال (٣:٢٥٤ - ٢٥٥)، وتقريب التهذيب (ص:٤٠٢).
(٤) تفسير الطبري، ط: الحلبي (٢٤:٣٦).
(٥) تفسير عبد الرزاق (ص:١٨٠).
(٦) تفسير الطبري، ط: الحلبي (٢٦:٤٤ - ٤٥).
(٧) معاني القرآن، للفراء (٣:٥٨).
(٨) مجاز القرآن (٢:٢١٤).
(٩) معاني القرآن، للنحاس (٦:٤٦٦).
(١٠) ينظر فتح الباري، ط: الريان (١١:٤٣٠).

<<  <   >  >>