للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثاني: حكاه ابن قتيبة (ت:٢٧٦) عن أهل اللغة، والمعنى: طيَّبَها لهم، من قولِهم: طعامٌ مُعَرَّفٌ؛ أي: مُطَيَّبٌ (١).

وهذا المعنى لا يناقِضُ الواردَ عنِ السَّلفِ، وهو معنًى صحيحٌ منْ جهةِ اللُّغةِ، والآيةُ تحتملُه من غيرِ أنْ يُقْصَرَ عليها هذا المعنى، وإذا كانَ ذلكَ كذلكَ، فإنَّه يَصِحُّ التَّفسيرُ به، ويكونَ الاختلاف في هذا المثالِ من اختلافِ التَّنوُّعِ الذي يرجعُ إلى أكثرَ منْ معنًى، وسببُ الاختلافِ: الاشتراكُ اللُّغويُّ في لفظِ «عرَّفَهَا».

ومنْ ثَمَّ، فالتَّفسيرُ على هذين المعنيين: ويدخل اللهُ المؤمنينَ الجنَّةَ الَّتِي أعلمهم منازلَهَم فيها، فعرفوها كما يعرفونَ بيوتهَم الَّتِي في الدُّنيا، وطيَّبَها لهم، فجعلها ذاتَ ريحٍ طيَّبةٍ. والله أعلم.


(١) غريب القرآن، لابن قتيبة (ص:٤١٠)، وقد نسبه الحربي في غريب الحديث (١:١٨٩) للخليل، وينظر: معاني القرآن، للنحاس (٦:٤٦٦)، وجمهرة اللغة (٢:٧٦٦)، وديوان الأدب (٢:٣٦٦)، وتهذيب اللغة (٢:٣٤٥)، ومقاييس اللغة (٤:٢٨١)، والعباب الزاخر واللباب الفاخر، حرف الفاء (ص:٤٢٩).

<<  <   >  >>