للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ - وورد عن الحسنِ البصريِّ (ت:١١٠) في قوله تعالى: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} [مريم: ٢٤] أنه قال: «كان واللهِ سَرِيًّا [يعني: عيسى].

فقال له خالدُ بنُ صفوان (١): يا أبا سعيد، إنَّ العربَ تسمي الجدولَ: السَّرِيَّ. فقال: [أي: الحسن]: صدقت» (٢).

والسَّريُّ بمعنى: السَّيدُ الشَّريفُ واردٌ في لغة العربِ، قال نشوان الحِمْيَرِي (ت:٥٧٣): «والسَّرَاة: جمعُ سَرِيٍّ، وهو الفاضلُ» (٣).

وأمَّا المعنى الآخرُ للسَّرِيِّ، وهو النَّهْرُ، فقال أبو بكر بن دريد الأزديُّ (ت:٣٢١): «والسَّرِيُّ: النَّهْرُ، هكذا فُسِّرَ في التَّنْزيل» (٤).

والأمثلة الواردة عنهم في هذا كثيرة (٥)، والله الموفقُ.


= إليهم التفسيرَ الشرعيَّ لهذه الآيةِ، وهو ما رواه أبو سعيد الخدري، قال: «سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول: يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد له في الدنيا رئاءً وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقاً واحداً». أخرجه البخاري في كتاب التفسير، باب: يوم يكشف عن ساق.
ينظر: فتح الباري، ط: الريان (٨:٥٣٢).
(١) خالد بن صفوان بن عبد الله، أبو صفوان، الأهتم، البصري، أحد فصحاء العرب، وله في ذلك أحاديث، وكان مشهوراً برواية الأخبار، وله وعظٌ لبعض الخلفاء من بني أمية، وكان يجالس هشام بن عبد الملك وخالداً القسري. ينظر: تهذيب تاريخ دمشق، لابن بدران (٥:٥٦ - ٦٦).
(٢) فضائل القرآن، لأبي عبيد (ص:٢٠٧)، وتهذيب تاريخ دمشق (٥:٦٠)، وينظر استدراك حميد بن عبد الرحمن الحميري على الحسن البصري في اللفظة نفسها في كتاب المعرفة والتاريخ، للفسوي، تحقيق: أكرم العمري (٢:٦٧)، وتفسير الطبري، ط: الحلبي (١٦:٧٠).
(٣) شمس العلوم (٢:٣٨١)، وينظر مادة (سرا) في لسان العرب وتاج العروس.
(٤) جمهرة اللغة (٢:٧٢٥). وينظر مادة (سرا) في كلٍّ من: الصحاح، وديوان الأدب، للفارابي (٤:٥٢)، والتكملة والذيل والصلة، للصاغاني، ولسان العرب، وتاج العروس.
(٥) ينظر من الأمثلة في ذلك:
١ - عن ابن عباس في قوله: {وَكَاسًا دِهَاقًا}: صحيح البخاري (فتح الباري: ٧:١٨٣) والدر المنثور (٨:٣٩٨). =

<<  <   >  >>