للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البحثِ، فإنِّي قد حَرَصْتُ على استقراءِ أوَّلِ كتابٍ فيه: كتابِ مقاتلِ بنِ سليمانَ البلخيِّ (ت:١٥٠) (١)، حتى أتبينَ منه المرادَ بهذا المصطلحِ؛ لأنَّ من كتبَ بعده في هذا العلمِ عَالَةٌ عليه، وإذا ظهرَ بهذا المصطلحِ، فإنه يُحتكمُ إليه، ويُصحَّحُ ما خالفَه من التَّعريفاتِ التي ذكرها العلماءُ.

وبعدَ استقراءِ كتاب مقاتلٍ (ت:١٥٠)، ظهرَ لي مرادُه بعلمِ الوُجُوهِ والنَّظائِر، وإليك هذا المثال الذي يتبيَّنُ منه مرادُه بالوجوه والنَّظائرِ:

* قال مقاتل (ت:١٥٠): «تفسيرُ الحسنى على ثلاثةِ أوجهٍ:

فوجهٌ منها: الحسنى؛ يعني: الجنَّةَ، فذلك قولُه في يونسَ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى} [يونس: ٢٦]؛ يعني: الذين وَحَّدُوا لهم الحسنى؛ يعني: الجنَّةَ، {وَزِيَادَةٌ} [يونس: ٢٦]؛ يعني: النَّظرَ إلى وجهِ اللهِ.

ونَظِيرُها في النَّجمِ، حيثُ يقولُ: {وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} [النجم: ٣١]؛ يعني: بالجنَّةِ، وكقولِه في الرحمنِ: {هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ} [الرحمن: ٦٠] يقول: هلْ جزاءُ أهلِ التَّوحيدِ إلا الجنَّةَ.


= الجوزي (ص:٨٣ - ٨٤)، ومختصر الصواعق المرسلة، لابن القيم (ص:٤٥٧)، والبرهان في علوم القرآن، لبدر الدين الزركشي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم (١:١٠٢)، والإتقان في علوم القرآن، للسيوطي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم (٢:١٢١)، وكشف الظنون، لحاجي خليفة (٢:٢٠٠١)، وكشاف اصطلاحات الفنون، للتهانوي (٣:١٣٩١)، ومفتاح دار السعادة، لطاش كبري زاده (٢:٣٧٧)، وأبجد العلوم، لصديق حسن خان (٢:٥٦٧)، والوجوه والنظائر، للقرعاوي (ص:١٢).
(١) مقاتل بن سليمان بن بشير، أبو الحسن البلخي، المفسر، وهو مجروحٌ في روايته، غير أنه كان من أوعية العلم، بحراً في التفسير، قال الشافعي: «الناس كلهم عيال على ثلاثة: مقاتل بن سليمان في التفسير ...»، له كتاب في التفسير، توفي سنة (١٥٠).
ينظر: طبقات المفسرين، للداودي (٢:٣٣٠)، ومعجم المفسرين (٢:٦٨٢ - ٦٨٣).

<<  <   >  >>