للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والكلام للمواطنين، والتى تتبنى الديمقراطية مبدأ سياسيا بغض النظر عمن يمارسها فعلا أو اسما. ومن باب تنفيذ فقرات الدستور، ومن باب حماية القوانين، ومن باب الأعراف السائدة قد تجد الحركة الإسلامية من يساندها، ويحميها، ويرد عنها مؤامرات الإبادة.

إن المناخ الديمقراطي هو أنسب الأجواء للحركة الإسلامية، ومن خلالها قد نجد مثلا نواب المجلس يحولون دون تشريع يبرر حظر الحركة الإسلامية، بل يقوم هؤلاء النواب بسن قوانين تضمن حمايتهم. ومثل هذه الظروف تستغلها الحركة الإسلامية ولا تفرط فيها، وتعمل دعوة وجهادا من خلالها.

لكن يجب أن لا يغيب عن بال الحركة الإسلامية أبدا أن المناخ الديقراطي حين لا يعدو أحيانا اللفظ والادعاء، لا يجدي عليها شيئا. بل باسمه يمكن أن تباد ويقضى عليها خاصة في دولنا التي يطلقون عليها - دول العالم الثالث. فتحرص الحركة على أن لا تظهر كل أوراقها، اعتمادا على هذا المناخ، عليها أن تبقي رصيدا من أشخاصها وتنظيمها وحركاتها ومراكزها سرا حتى لا يباد لو فكرت الجاهلية بالانقضاض عليها، وقلب ظهر المجن لها. ومن أجل هذا رأينا أن المركز الاحتياطي في الحبشة برجالاته ونشاطه بقي على ما هو عليه، ولم يستدع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولئك المسلمين إلى مكة، بعد هذه الحماية. لأنه يعلم أن هذه الحماية مؤقتة، ويعلم أن الضغوط قد تضطر هذا التجمع للتراجع والخضوع لعنف العدو اللدود.

لقد رأينا كل دعاوى الديمقراطية الكاذبة تنهار أمام الإرهاب النصيري الكافر في سورية واستطاع طاغيتها أن ينتزع من مجلس شعبه كله، قرارا يقضي بإعدام كل من ينتمي إلى الإخوان المسلمين. والذين هربوا في المرة الأولى عادوا صاغرين في المرة الثانية وبقوة (البوط العسكري) للتوقيع عليه. ويكاد التاريخ لا يشهد مثيلا لهذا القرار، أن يعدم امرؤ على انتمائه الفكري باسم مجلس يمثل الشعب كله حسب الادعاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>