للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحرب من الآية (فقال: أنا أخاف بني قينقاع فاحتمال الغدر قائم كل لحظة، ولئن سكت المسلمون على هذه الجريمة فهذا يعني أنهم ضعاف وبالتالي فهم معرضون للغزو في كل لحظة، ولم يكن هناك خيار من المعركة وإن كان لا بد من ذلك فليكن المسلمون هم البادئون. لقد نبذ إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ أن دعاهم إلى الإسلام. وفي تحرك سريع خاطف كان اليهود محاصرون في بيوتهم وحصونهم. إنه لمما يؤسى له أن نجد اليهود اليوم ينفذون هذه الخطة والمسلمون غارقون في سباتهم. فوقف إطلاق النار الذي كان بين الفلسطينيين واليهود مجرد أن ينقض، فيقتل يهودي في أوروبا يزحف اليهود على بيروت ويحاصرونها حصارا عنيفا وتنقلب الآية. وكما سكت بنو قريظة وبنو النضير عن جريمة حصار بني قينقاع، وتركوهم يلقون حتفهم وحدهم، رأينا العرب ودول العرب وجيوشهم يسكتون سكوتا خائنا، ويدعون الفلسطينيين يلقون حتفهم وحدهم.

إنا على ثقة أن اليهود اليوم يثأرون لهزائمهم التاريخية من قبل، وهم ينفذون الخطط التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقاتلهم بها. أما العرب الذين تخلوا عن إسلامهم فينفذون خزي يهود، وذل يهود الذي كان أيام النبوة.

إن عرض المرأة المسلمة كفيل أن يشعل حربا رهيبة مع العدو، وقام الحصار الذي استمر خمسة عشر يوما على يهود حتى استسلمت للذبح من أجل التعرض لكشف سوأة امرأة مسلمة من اليهود. بل حتى من أجل إصرارها على أن لا تكشف وجهها لليهود. وما أحوجنا أن نستعيد هذه المعاني، ونحن نبني صفنا الداخلي، ونربيه على الثأر والثورة للعرض والدين، وأن يكون القتل أحب للمسلم من الحياة الخانعة الذليلة وعرضه مباح.

ونزل اليهود على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهيؤوا للقتل. بينما تبقى ذراريهم ونساؤهم لولا أن تدخل عبد الله بن أبي فحفظ لهم حياتهم، وأمرهم رسول الله أن يجلوا عن المدينة. ولئن حفظت السيرة موقف عبد الله بن أبي منهم، وتواطؤه معهم، فقد حفظت كذلك عظمة عبادة ابن الصامت وهو يتبرأ منهم

<<  <  ج: ص:  >  >>