يؤلبون العرب ضد الإسلام والمسلمين، ويتحالفون معهم لا على هزيمة محمد - صلى الله عليه وسلم - فقط، إنما على استئصال شأفته، واليهود اليوم يتحالفون مع الحكام العرب حلفا غير معلن، ومن وراء ستار في ضرب الحركات الإسلامية في بلادهم ضربا يستأصل شأفتها وينهيها من جذورها. وكثيرا ما تصمت إسرائيل وتحقق الأمن مع بعض جاراتها العربيات ريثما يتمكن الحكام من إبادة المجاهدين في سبيل الله، وما أحداث حماة ولبنان إلا نمانج من هذه النماذج حيث تدك المدن على أهلها وتدفن مساجدها بأهليها، بترابها وركامها حتى لا يرتفع للإسلام صوت، أو تقوم قائمة، وما أشبه الليلة بالبارحة!.
كما نفقه كذلك ما تبذله اليهودية من مال لذلك، وكم كان سلاح المال رائجا عندها، فلقد فكرت أن تشتري الخليفة المسلم بالمال مقابل السماح لها بالهجرة إلى فلسطين، بل اشترت الانكليز بالمال في الحرب العالمية الأولى مقابل وعد بلفور بالسماح لها بإقامة وطن يهودي في فلسطين، فهي هنا تتبرع بثمر خيبر عاما كاملا مقابل دخول غطفان الحرب ضد المسلمين وهي تمد الأعداء بالبضائع ليحاربوا المسلمين، فلقد كانت أفريقيا سوقا يهودية، وكان اعتراف سبع عشرة دولة أفريقية بإسرئيل هو الثمن.
وفي عالم السياسة لا وزن للمبادىء إلا عند المسلمين، واليهود أكثر الناس تناقضا مع مبادئهم حين يكون لهم مصلحة في ذلك مثلهم مثل النصارى والكافرين، بل هم أشد عداوة. ولذلك رأيناهم يفضلون المشركين الوثنيين على المسلمين الذين يؤمنون بالله وتحكيم كتابه وهم يعلمون أن محمدا نبي مرسل، ومع ذلك فهم يشهدون لقريش بصحة دينها الوثني. وعلينا أن لا نعتز كثيرا بالقواسم المشتركة بيننا وبين حلفائنا، فسرعان ما تتغير المصلحة فتسقط المبادىء، ويرمى بها جانبا أمام مصلحتهم.
والتضليل الفكري الذي يمارسه اليهود ضد المسلمين والإسلام في العالم يكاد يسد الأفق ومن خلال الأفكار المطروحة في العالم تحت أي اسم لاجتثاث المسلمين من جذورهم وما المحافل الماسونية والأفكار التحررية والوجودية،