المسلمين وفضلائهم وساداتهم. فنجاح هؤلاء في دعوتهم يعني أن تنضم نجد كلها لدولة الإسلام، وبإذن الله بالفتح من عنده في أرض جديدة قد تكون أهم من المدينة ذاتها عاصمة الإسلام، وقبائل نجد تشكل خطرا ضخما على الإسلام، وبالتالي ستكون أقوى أسلحته يوم تنضم له. وحتى ندرك بأس قبائل نجد نذكر موقف عامر بن الطفيل. يوم هدد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغزو المدينة وذلك في المرحلة الثانية للدولة المسلمة، في ألف شقراء من الخيل وألف فارس. وما كان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أن دعا:(اللهم آلفني عامر بن الطفيل). وكانت رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا الطاغية على أمل أن يسلم .. ويدخل قواته كلها في حظيرة الإسلام والجهاد. وهذا ما يحسن أن تذكره الحركة الإسلامية دائما وفي كل وقت - إنها دعوة قبل أن تكون ثورة، وإنها مسؤولة عن نشر هذه العقيدة وإبلاغها إلى الناس في أي ظرف وأن لا تتحول إلى شباب يحملون السلاح ويحلمون بالنصر، فهذه نقطة قاتلة بالنسبة لها، ولن تصل إلى النصر حين تنسى الدعوة، وتنسى بناء رجالها على ضوء هذا الدين بله دعوة الناس إليه.
الخط الرابع: ولكن الواقع العملي كان على غير ما خطط وقدر له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقد ذهب العشرة الأوائل غدرا في الرجيع، وذهب القراء السبعون عجزا في بئر معونة وقضوا شهداء جميعا، ولم تكن محنة بئر معونة بأقل من محنة أحد من حيث حجم الخسائر، ونوعية الشهداء. وكانت ضخامة المحنة أن قضوا في شهر واحد. ولم يملك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهم أكثر من استمطار الرحمة عليهم، والدعاء على الغادرين بهم في قنوته، ولم يكن قادرا على الثأر لهم من أعدائهم. وأهمية هذا الخط بالنسبة للحركة الإسلامية اليوم يحتاج له شباب الدعوة ورجالها حين يفاجأون بفشل مخطط أقدمت عليه القيادة.
إن ضعف التربية في صفوف الحركة الإسلامية سرعان ما يدفع شبابها إلى توجيه النقمة على القيادة، وتوجيه السباب والاتهام لها، والطعن في صلاحيتها وإخلاصها ونيتها، وإذا بنا أمام فاجعتين: