للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا إن عينى انفذت دمعها سكبا ... نبكي على كعب وما إن ترى كعبا

ألا إن كعبا في الحروب تخاذلوا ... وأرداهم ذا الدهر واجترحوا ذنبا

فما أن جنينا في قريش عظيمة ... سوى أن حمينا خير من وطىء التربا

لكنه يناشد قومه أن يكفوا عن حرب أبناء قومهم:

فيا أخوينا عبد شمس ونوفلا ... فدا لكما لا تبعثوا بينكم حربا

ولا تصبحوا من بعد ود وإلفة ... أحاديث فيها كلكم يشتكي النكبا

ألم تعلموا ما كان من حرب داحس ... وجيش أبي يسكوم إذ ملأوا الشعبا

ثم يدعو بعدها للثأر من الخزرج:

فوالله لا تنفك نفسي حزينة ... تململ حتى تصدقوا الخزرج الضربا (١)

وراحت العرب التي عرفت أخبار بدر من الشعر ترقب الجولة القادمة بين المسلمين وقريش. وحتفت كلها تخاف سطوة محمد - صلى الله عليه وسلم -. ولا ننسى كذلك أن مقتل كعب بن الأشرف كان درسا قاسيا للذين يريدون نصرة قريش في مواقفهم وأشعارهم.

في أحد والمحنة

سنة واحدة فقط بين الغزوتين، وقد دالت الدولة على المسلمين، وثأر المشركون منهم. فبحت أصواتهم في الفخر بالنصر، والتغني بالأمجاد.

سقنا كنانة من أطراف ذي يمن ... عرض البلاد على ما كان يزجيها

نحن الفوارس يوم الجر من أحد ... هابت معد فقلنا نحن نأتيها

ثمت رحنا كأنا عارض برد ... وقام هام بني النجار يبكيها

كأن هامهم عند الوغى خلق ... من قيض ربد نفته عن أداحيها

لكن لدى المسلمين فخر كذلك في أحد حيث قتلوا حملة اللواء واحدا بعد الآخر.

شددنا بحول الله والنصر شدة ... عليكم وأطراف الأسنة شرع


(١) مقتطفات من السيرة لابن هشام من الصفحات ٩ - ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>