عمدنا إلى أهل اللواء ومن يطر ... بذكر لواء فهو في الحمد أسرع
فخانوا وقد أعطوا يدا وتخاذلوا ... ابى الله إلا أمره وهو أصنع
لكن قتلى المسلمين كثر، خاصة من الكرام الصيد من الخزرج والأوس.
كم قتلنا من كريم سيد ... ماجد الجدين مقدام بطل
ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل
حين حكت بقباء بركها ... واستمر القتل في عبد الأشل
فقتلنا الضعف من أشرافهم ... وعدلنا ميل بدر فاعتدل
فيرد حسان رضي الله عنه أن أحدا كانت جولتين لا جولة أحد:
ولقد نلتم ونلنا منكم ... وكذاك الحرب أحيانا دول
نضع الأسياف في أكتافكم ... حيث نهوي عللا بعد نهل
إذ ترلون على أعقابكم ... هربا في الشعب أشباه الرسل
إذ شددنا شدة صادقة ... فأجأناكم إلى سفح الجبل
ولا ينسى كعب بن مالك رضي الله عنه وهو يرثي حمزة بن عبد المطلب، والشهداء معه أن يتحدث عن نعيم الجنة التي أعدها الله للشهداء.
وأشياع أحمد إذ شايعوا ... على الحق ذي النور والمنهج
فما برحوا يضربون الكماة ... ويمضون في القسطل المرهج
كذلك حتى دعاهم مليك ... إلى جنة دوحة المولج
فكلهم مات حر البلاء ... على ملة الله لم يحرج
أولئك لا من ثوى، منكم ... من النار في الدرك المرتج.
وهذه ميزة هذه العقيدة، فالشاعر الجاهلي، تأكل المرارة قلبه وهو يبكي صرعاه، أما الشاعر المسلم فيرى في الشهادة دعوة زفت إلى الشهيد من المليك تعالى للنزل عنده. وحين يصر الشاعر الجاهلي على النيل من الخزرج والأوس. ثم يعرج على المهاجرين.