للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - وفي الصحيح أن الزبير لقي عبيدة بن سعد بن العاص وهو مدجج في السلاح لا يرى منه إلا الحدق، فحمل عليه الزبير بحربته فطعنه في عينه فمات، فوضع رجله على الحربة ثم غطى وكان الجهد أن نزعها وقد انثنى طرفها. فسأله إياها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاه إياها (١).

٥ - لما تزاحف الناس قال الأسود بن عبد الأسود المخزومي، حين دنا من الحوض: أعاهد الله لأشربن من حوضهم، أو لأهدمنه، أو لأموتن دونه. فشد حتى دنا منه. فاستقبله حمزة بن عبد المطلب فضرب فأطن قدمه. فزحف الأسود حتى وقع في الحوض، فهدمه برجله الصحيحة وشرب منه وحمزة يتبعه فضربه في الحوض فقتله. فدنا بعضهم من بعض وخرج عتبة وشيبة والوليد ودعوا إلى المبارزة. فخرج إليهم ثلاثة من الأنصار فتيان وهم معاذ ومعوذ وعوف بنو عفراء، ويقال ثالثهم عبد الله بن رواحة. فاستحيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكره أن يكون أول قتال في الأنصار، وأحب أن تكون الشوكة ببني عمه وقومه فأمرهم فرجعوا إلى مصافهم وقال لهم خيرا. ثم نادى منادي المشركين: أخرج إلينا الأكفاء من قومنا. فقال - صلى الله عليه وسلم -: يا بني هاشم، قوموا فقاتلوا بحقكم الذي بعث به نبيكم إذ جاؤوا بباطلهم ليطفئوا نور الله، فقام علي وحمزة وعبيدة بن الحارث بن المطلب، فمشوا إليهم، وكان علي رضي الله عنه معلما بصوفة بيضاء فقال عتبة لابنه قم يا وليد فقام فقتله علي. ثم قام عتبة فقتله حمزة ثم قام شيبة فقام إليه عبيدة فضربه شيبة فقطع ساقه. فكر حمزة وعلي فقتلا شيبة واحتملا عبيدة إلى الصف. فنزلت هذه الآية: {هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم} الحج - ١٩ (٢)).

ب - بطولات من أحد:

٦ - كان أول وقود المعركة حامل لواء المشركين طلحة بن أبي طلحة العبدري. وكان من أشجع فرسان قريش، يسميه المسلمون كبش الكتيبة.


(١) السيرة النبوية لابن محمد بن عبد الوهاب ١٨٧.
(٢) إمتاع الأسماع ١/ ٨٤ - ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>