للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرج وهو راكب على جمل، يدعو إلى المبارزة فأحجم عنه الناس لفرط شجاعته. ولكن تقدم إليه الزبير، ولم يمهله بل وثب إليه وثبة الليث حتى صار معه على جمله، ثم اقتحم به الأرض، فألقاه عنه، وذبحه بسيفه ورأى النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الصراع الرائع. فكبر وكبر معه المسلمون وأثنى على الزبير وقال في حقه: إن لكل نبي حواريا وحواري الزبير (١).

٧ - تعاقب بنو عبد الدار لحمل اللواء بعد قتل قائدهم طلحة بن أبي طلحة، فحمله أخوه أبو شيبة عثمان بن أبي طلحة، وتقدم للقتال وهو يقول:

إن على أهل اللواء حقا ... أن تخضب الصعدة أو تندقا

فحمل عليه حمزة بن عبد المطلب، فضربه على عاتقه بترت يده مع كتفه، حتى وصلت إلى سرته، فبانت رئته. ثم رفع اللواء أبو سعد بن أبي طلحة فرماه سعد بن أبي وقاص بسهم أصاب حنجرته فأدلع لسانه ومات لحينه. وقيل: بل خرج أبو سعد يدعو إلى البراز فتقدم إليه علي بن أبي طالب فاختلفا ضربتين، فضربه علي فقتله. ثم رفع اللواء مسافع بن طلحة بن أبي طلحة، فرماه عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح بسهم فقتله.

فحمل اللواء بعده أخوه كلاب بن طلحة بن أبي طلحة. فانقض عليه الزبير ابن العوام وقاتله حتى قتله، ثم حمل اللواء أخوهما الجلاس بن طلحة بن أبي طلحة فطعنه طلحة بن عبيد الله طعنة قضت على حياته. وقيل: بل رماه عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح بسهم ففضى عليه.

هؤلاء ستة نفر من بيت واحد بيت أبي طلحة عبد الله بن عثمان بن عبد الدار قتلوا جميعا حول لواء المشركين، ثم حمله من بني عبد الدار أرطأة بن شرحبيل فقتله علي بن أبي طالب، وقيل: حمزة بن عبد المطلب، ثم حمله شريح بن قازط فقتله قزمان .. ثم حمله أبو زيد عمرو بن عبد مناف العبدري فقتله فزمان أيضا، ثم حمله ولد لشرحبيل بن هاشم العبدري فقتله قزمان أيضا.


(١) الرحيق المختوم عن السيرة الحلبية ٢٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>