للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد مثل هذه الصورة واحد فقط من قادة مكة هو هبيرة بن أبي وهب زوج أم هانىء ولم يتراجع عن حقده، ومات في اليمن طريدا على كفره. فماذا يذكر التاريخ عن هبيرة. وأم هانىء رضي الله عنها، استطاعت أن تنقذ اثنين من أحمائها ليدخلوا في حظيرة الإسلام. ولم تتمكن أن تفعل مع زوجها ذلك.

شيوخ مكة: وكان إسلامهم وهم يبثون حقدهم على رؤية بلال رضي الله عنه يؤذن فوق الكعبة تقول جويرية بنت أبي جهل وهي تسمع وأشهد أن محمدا رسول الله - (قد لعمري رفع لك ذكرك أما الصلاة فسنصلي. والله لا نحب من قتل الأحبة أبدا. ولقد كان جاء أبي الذي جاء محمدا من النبوة فردها وكره خلاف قومه).

عتاب بن أسيد: الحمد لله الذي أكرم أبي فلم يسمع هذا اليوم.

الحارث بن هشام: واثكلاه! ليتني مت قبل هذا اليوم: قبل أن أسمع بلالا ينهق فوق الكعبة.

الحكم بن أبي العاص: هذا والله الحدث العظيم، أن يصبح عبد بني جمح على بينة أبي طلحة (١).

سهيل بن عمرو: إن كان هذا سخطا لله فسيغيره، وإن كان رضى فسيقره.

أبو سفيان بن حرب: أما أنا فلا أقول شيئا، لو قلت شيئا لأخبرته هذه الحصباء. فأتى جبريل عليه السلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره خبرهم) (٢).

(فخرج عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: قد علمت الذي قلتم ثم ذكر ذلك لهم: فقال الحارث وعتاب: نشهد إنك رسول الله ما اطلع على هذا أحد كان معنا فنقول اخبرك.) (٣).

وهكذا انضم الحارث شيخ بني مخزوم إلى الإسلام، وهو أخو أبي جهل، وانضم الشاب الفتى عتاب بن أسيد إلى الإسلام كذلك.

لسان مكة: وكان الناطق الرسمي باسم مكة ابن الزبعري الذي أمضى حياته ووطن شعره ووظفه في حرب محمد - صلى الله عليه وسلم -. وفر إلى اليمن. فأرسل إليه حسان بن ثابت بالبيت المشهور:

لا تعدمن رجلا أحلك بغضه ... نجران في عبش أحد لئيم

وحرك هذا البيت مشاعر ابن الزبعري، فتقدم إلى مكة، حيث كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهيىء


(١) بنية أبي طلحة: الكعبة ودعيت لأبي طلحة نسبة لأبي طلحة بن عبد الدار سادنها.
(٢) إمتاع الأسماع ج ١ ص ٣٩٠، ٣٩١.
(٣) البداية والنهاية لابن كثير ج ٤ ص ٣٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>