للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علاها يضربها بالمعول، وقام قومه دونه -بنو معتب- خشية أن يرمي أو يصاب كما أصيب عروة، وخرج نساء ثقيف حسرا يبكين عليها ويقلن:

لتبكين دفاع ... أسلمها الرضاع ... لم يحسنوا المصاع (١)

ويقول أبو سفيان والمغيرة يضربها بالفأس: واها لك (٢).

كانت الخطوة الأولى بعد هدم الأصنام بالكعبة هو أن تلاحق الأصنام في الأرض العربية كلها وكان هبل الصنم الأعظم بمكة قد تحطم على يدي الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

{أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى} (٣).

ولقد ارتبطت قدسية البيت الحرام ارتباطا وثيقا بقدسية الأصنام. ولم يكن العربي بعد الله تعالى يحلف بصنم إلا باللات والعزى.

وإن كان تأخر اللات بالهدم عن العزى ومناة كان مرتبطا بكسر شوكة ثقيف. غير أن العزى كانت أول المقدسات العربية تحطيما بعد أصنام الكعبة. وتلتها مناة بعد ذلك.

وكانت الخطة النبوية أن يقوم قائدا الفرسان في مكة بهذه المهمة، خالد وعمرو أما خالد فكانت مهمته إلى العزى، بينما كانت مهمة عمرو بن العاص إلى سواع.

وخالد وعمرو للملمات والمهمات الخاطفة الفدائية. ومن أجل ذلك لم يكن معهما إلا بضعة وعشرين فارسا من فرسان المسلمين، ونجحت المهمتان نجاحا عظيما رغم المظاهرة العنيفة من العزى ومناة التي تظهرمن تلك المرأة العارية السوداء الناشرة شعرها، وكان لتحطيم الصنم، ومقتل المرأة وتهدم بيت السدانة أثر ضخم في اضمحلال قدسية هذه الأصنام. وكانت الآثار


(١) المصاع: المضاربة بالسيوف.
(٢) السيرة لابن هشام ج ٤ ص ٤٣١.
(٣) سورة النجم: ١٩ - ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>