{ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم}(١).
وهذه المرحلة لا ترتبط بزمن وهي بالنسبة للحركة الإسلامية تمتد طالما أن الحركة الإسلامية غير قادرة على مواجهة الكفر بشيء يوم تسب الله تعالى ولا تستطيع أن تحول دون ذلك.
والثانية في مرحلة تأسيس الدولة: ويختلف الأمر هنا من داخل الدولة إلى خارجها. فداخل حدود الدولة الأصل أن تزول معالم الوثنية منها. أما إذا اشترك في سلطانها أكثر من جهة فيمكن أن تبقى هذه الأصنام دون أن يشارك المسلمون في تقديسها. فمناة مثلا لم يهدم قبل فتح مكة. وكانت تشترك في تقديسه الأوس والخزرج وغسان، وإذا كان الأوس والخزرج قد انتهى تقديسها عندهم بعد الإسلام. لكن اشتراك غسان في تقديسها، وغسان ذات شوكة ضخة، ومرتبطة مع الروم بتحالفات مصيرية. أجلت عملية الهدم الى فتح مكة.
والثالثة في مرحلة تمكين الدولة. ويختلف الأمر في مرحلة التمكين بين حق المشاركة وحق السيادة فحق المشاركة الذي قام من خلال معاهدة الحديبية والذي حدد تنفيذه بعد عام كامل وذلك حيث تختلط معالم الوحدانية بمعالم الشرك. وحيث يقدر المسلمون أن يمارسوا شعائر الإسلام دون أن يشاركوا في شعائر الشرك. كما هو الأمر في عمرة القضاء. وطاف المسلمون حول البيت الحرام. دون أن يحق لهم التدخل في آلهة المشركين.
ونلاحظ المرحلية حتى في مجال المشاركة إذ تبدأ كما قلت بعد عام من المعاهدة وأما عند حق السيادة فالأصل إلغاء الوجود الوثني كله. مهما كانت النفوس ضعيفة وذلك الموقف الذي نشهده الآن بعد فتح مكة.
ويحضرني من خلال الواقع العملي، قضية الإذاعة التي عانت منها بعض فصائل الحركة الإسلامية المسلحة إذ كانت المصلحة تقتضي فتح صوت إسلامي في هذه الإذاعة يرافقها أصوات غير إسلامية تمثل التيار القومي. وكانت المرحلة الأولى لهذه الإذاعة أن استلمت ركنا محددا بزمن محدد تبث منه فكرها الإسلامي دون أن يكون لها علاقة بما تبثه الإذاعة القائمة أما عندما وجدت الحركة الإسلامية نفسها مضطرة للاشتراك مع حلفائها بهذا الصوت الإذاعي، تحت راية واحدة فكان لابد لها أن تحافظ على تميزها في بثها المنتشر في الإذاعة كاملة من حيث يظهر التميز في نشيدها الذي يمثل فكرها، ولا بد من خطوة ثانية تقتضي، الإشراف على البث كله طالما أنه يبرز تحت