للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - وهو على أثر استشهاد البنا رحمه الله. كان الحدث هو جنون الغرب، وفرحه الطاغي باستشهاد هذا الرائد العظيم، حتى ليبيت القوم سكارى عرابيد فرحا وطربا في فنادق أمريكا، هذا التحدي الطاغي، والاستفزاز الرهيب لمشاعر الكاتب المصري -سيد قطب- كان كفيلا أن يحول هذا الكاتب العادي إلى الصف الإسلامي الإخواني، فيصبح داعية الإسلام العظيم في القرن العشرين، وينصر الله تعالى به هذا الدين. كما نصر هذا الدين بالحمزة من قبل. ويقضيان معا شهيدين على خط واحد. سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى إمام جائر، أمر، فنهاه فقتله.

إن طغيان الكفر وتبجحه، وتحديه للإسلام، قد يخرج من صفوف هذا الكفر القوة التي تحمي الإسلام، وتذود عن عرينه، بدافع العصبية أو غيرها.

والحركة الإسلامية الواعية هي التي ترصد هذه المواقع بيقظة ووعي، وتستغل الحدث أروع استغلال، وتوظفه لصالحها بدل أن يكون المعول لهدمها، حتى لو سخر لإظهاره الإعلام الكافر، فليس المسلمون هم الذين أججوا جذوة الحمزة، إنما هي المولاة العادية - مولاة ابن جدعان - وقد أحسنت وصف المشهد. فقذفت بنفس الحمزة الهائجة إلى إذلال أبي جهل وتسربله بالدم، وكان من الممكن لهذه الجذوة أن تنطفىء. لولا أن اتصلت بمعين النبوة. واستدت من نوره، فبقيت مشعلا إسلاميا على مدار التاريخ. ونلاحظ كذلك حول إسلام عمر رضي الله عنه أولا: تقييم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للأشخاص والرجال. فقد كان دعاؤه - صلى الله عليه وسلم - يوم الخميس كما رواه الترمذي:

(اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام (١)).

فبالرغم من الحرب العنيفة التي يشنها الرجلان على الإسلام. لم تكن تخفى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقومات الزعامة والقيادة فيهما، وأن وجود أحدهما

في الصف الإسلامي يعني قوة هذا الصف واعتزازه، وإن وراء الكفر المتبجح قلوبا لم تصطدم بعد بتيار الإسلام العنيف. ولم تصل لها القوة الكهربية


(١) عن مختصر السيرة لمحمدد بن عبد الله بن عبد الوهاب إسلام عمر ص ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>