للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا رسول الله قال: فإنهم يأتون غرًا محجلين (١) من الوضوء، وأنا فَرَطُهُمْ على الحوضِ (٢)، ألا ليُذَادَنَّ رِجالٌ عن حوضي كما يُذَادُ البعير الضَّال. أُناديهم: ألا هلم! ألا هلم فيُقال: إنهم قد بدَّلوا بعدك، فأقول: سُحقًا سُحقًا" (٣).

وعن ونُعيم (٤) بن عبد الله المُجْمِر قال: رأيت أبا هريرة يتوضأ، فغسل وجهه فأسبغ الوضوء، تم غسل يده اليمنى حتى أشرع في العضُد، ثم يده اليسرى حتى أشرع في العضُد، ثم مسح رأسه، ثم غسل رجله اليُمنى حتى أشرعَ في السَّاق، ثم غسل رجله اليسرى حتى أشرع في الساق، ثم قال: هكذا رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ، وقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء، فمن استطاع منكم فلْيطل غرته وتحجيله".

وعن أبي هريرة (٥) قال: سمعتُ خليلي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تبلغُ الحِلْيَةُ (٦) مِن المؤمن حيثُ يبلغ الوضوء".

مالك (٧)، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ إسباغ الوضوء عند المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكما


(١) غرٌّ محجلون: قال أهل اللغة، الغرة. بياض في جبهة الفرس، والتحجيل: بياض في يديها ورجليها، قال العلماء: سمى النور الذي على مواضع الوضوء يوم القيامة، غرة وتحجيلا تشبيها بغُرَّة الفرس.
(٢) ألا ليذادنَ: أي يُطرد ويبُعد.
(٣) سحقًا سحقًا: أي بعدًا بعدًا، والمكان السحيق: البعيد.
(٤) مسلم: (١/ ٢١٦) (٢) كتاب الطهارة (١٢) باب استحاب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء رقم (٣٤).
(٥) مسلم: (١/ ٢١٩) (٢) كتاب الطهارة (١٢) تبلغ الحلية حيث يبلغ الوضوء - رقم (٤٠).
(٦) الحلية: أي النور يوم القيامة.
(٧) الموطأ: (١/ ١٦١) (٩) كتاب قصر الصلاة والسفر (٨) باب انتطار الصلاة والمشى إليها - رقم (٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>