وكان يمكن لعبد الحق أن يذكر الرواية المفسِّرة ابتداء، ولكنه اختار الرواية التي ذكرها لأنها أحسن الروايات مساقاً فِى هذا الباب من صحيح مسلم.
الثانية: التفسير اللغوي، ويعتمد عبد الحق في هذا التفسير على عدة مصادر:
١ - كتب غريب الحديث، واعتمد عبد الحق منها كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام الهروي المتوفى سنة (٢٢٤) هـ. وكتاب أبى سليمان الخطابي المتوفى سنة:(٣٨٨) هـ.
٢ - كتب اللغة، واعتمد منها كتاب "الجامع في اللغة" لأبي عبد الله محمد بن جعفر القزاز المتوفى سنة (٤١٢) هـ.
٣ - كتب الحديث، وينقل عبد الحق منها ما ورد فيها من شرح غريب، أو بيان لمعنى، سواء كان هذا التفسير لصاحب الكتاب، أو لغيره من رواة الأحاديث ونحوهم.
من هذه الكتب:
جامع الترمذي، سنن أبي داود، ومصنفات أبى عمر بن عبد البر وغيرها.
مثال ذلك ما ذكره أبو محمد من طريق مسلم، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال:" نحرت هاهنا ومنى كلها منحر، فانحروا في رحالكم، ووقفت هاهنا، وعرفة كلها موقف ووقفت ها هنا وجمع كلها
موقف". ثم قال أبو محمد: جمع والمعشر والحرام والمزدلفة أسماء لموضع واحد، قاله أبو عمر.