للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكافي منها، وكان مصاحباً وموالياً للفقيه أبى علي المسيلي -رحمه الله- (١).

ومما يُلقي الضوء أيضا على حياة أبى محمد ببجاية وعلاقته بعلمائها، ما ذكره الغبريني في ترجمة الفقيه أبي علي السيلي، قال:

"وكان -رحمه الله- وللفقيه أبي محمد عبد الحق الإِشبيلي، وللفقيه العالم أبي عبد الله محمد بن عمر القرشي، المعروف بابن قرشية، مجلس، أظنه يجلسون فيه للحديث، وكثيراً ما كانوا يجلسون بالحانوت الذي هو بطرف حارة القدسي، وهو المقابل للطالع لحارة المذكورة، وكان الحانوت المذكور يسمى

"مدينة العلم" لإجتماع هؤلاء الثلاثة فيه" (٢).

وقال في ترجمة عبد الحقّ: "وكان كثيراً ما يجلس مع الفقيه أبي علي المسيلي -رحمهما الله- فربما أتته الوصيفة من داره لقضاء بعض مآرب منزله، فإذا أتته تطلب منه ما يقضى بالشيء اليسير يخرج لها أضعاف ذلك ... فربما قال له بعض الحاضرين: هذا اكثر من المطلوب أو من المحتاج إليه، فيقول: لا أجمع على أهل المنزل ثلاث شينات، شيخ وإشبيلى وشحيح، يكفى ثنتان، وهذا من لوذعته وطيب طينته، مع ما هو عليه من جلالة العلم، وكمال الفهم (٣) ".

على أن هاتيك الحياة الوادعة لم تدم طويلاً، فقد هجم على بجاية عليُّ ابن إسحاق، المشهور بابن غانية المَيُورْقي اللَّمتُوني (٤) ودخلها يوم الإثنين (٦/ ٨ /٥٨٠) هـ في أول ولاية المنصور يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن، وأقام بها اسبعة أيام صلى فيها الجمعة فخطب ودعا لبنى العباس، وتولى له أبو محمد الصلاة والخطابة والقضاء!


(١) عنوان الدراية: (٤٢).
(٢) المصدر السابق: (٣٦).
(٣) عنوان الدارية: (٤٤).
(٤) أمير جزائر مَيُورقة وما حولها: مَنورقة، وياسة، في شرقي الأندلس قال الذهبى: وميورقة هذه طيبة خصبة، نحو ثلاثين فرسخا، عديمة الهوام والوحوش.
وقد أقام بميورقة محمد بن غانية جدّ علي، وأقام الدعوة لبني العباس على قاعدة المرابطين إلى أن مات سنة (٥٤٦)، فخلفه ابنه إسحاق وأقبل على العزو في البحر، وبقى يداري الموحدين إلى أن توفي =

<<  <  ج: ص:  >  >>