للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لحياتِهِ، فإذا رأيتموهما (١) فافزعوا إلى الصلاة وقال أيضًا: "فصلوا حتى يُفْرجَ عنكم". وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "رأيتُ في مقامى هذا كُلَّ شيء وُعِدتُم، لقد (٢) رأيتُني أُريدُ أن آخذ قِطْفا من الجَنَّةِ حِينَ رأيتمونِى جعلت أتقدم، ولقد رأيتُ جهَّنم يَحْطِم بعضُها بعضًا، حين رأيتُمونِي تأخَّرتُ، ورأيتُ فيها ابن لُحَيٍّ وهو الذى سيَّبَ السَّوائِب".

وعنها في هذا الحديث (٣): " فإذا رأيتموها فكبروا وادعوا الله، وصلُّوا وتصدَّقُوا يا أُمَّةَ محمد! إنْ مِنْ أحدٍ أَغيرُ مِنَ اللهِ أن يَزني عبدُهُ أو تزنِيَ أمتُهُ، يا أُمَّهَ محمد! والله لو تعلمون ما أعلمُ لبكيتمُ كثيرًا ولضحكتم قليلًا، ألا هل بلغتُ؟ ".

وعن فاطمة بنت (٤) المنذر عن أسماء، وذكرت خطبة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في الكسوف قالت: "فحمِدَ الله وأثنى عليه. ثم قال: أما بعْدُ، ما مِنْ شيءٍ لم أكن رأيتُهُ إلا قد رأيتُهُ في مقامِى هذا، حتى الجنَّةَ والنَّار، وإنَّهُ قد اوحى إليَّ أَنَّكم تُفتنون في القبور قريبًا أو مثل فتنةِ المسيح الدَّجَّال - (لا أدرى أيّ ذلك قالت أسماء) - فيُؤتى أحدكم فيُقال: ما عِلْمُك بهذا الرَّجُلِ؟ فأمَّا المؤمنُ أو المُوقِنُ- (لا أدري أيّ ذلك قالت أسماءُ) - فيقول: هو محمدٌ، هو رسول الله، جاءنا بالبينات والهُدى، فأجَبْنَا وأطعنا، ثلاث مِرَارٍ. فيقال له: نَمْ قد كُنَّا نعلَمُ إنكَّ لتؤمِنُ به فنم صَاِلحًا وأمَّا المنافِقُ أو المرتاب - (لا أدري أي ذلك قالت أسماء) - فيقول: لا أدري. سمعت النَّاس يقولُونَ شيئًا فقلت".

وعن ابن عباس (٥)، في هذا وذكر خطبتَهُ - صلى الله عليه وسلم -


(١) مسلم: (فإذا رأيتموها).
(٢) في مسلم: (حتى لقد).
(٣) مسلم: نفس الكتاب والباب السابقين - رقم (١).
(٤) مسلم: (٢/ ٦٢٤) (١٠) كتاب الكسوف (٣) باب ما عرض على النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار - رقم (١١).
(٥) مسلم: نفس الكتاب والباب السابقين - رقم (١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>