للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشمسُ (١)، فقال: "أَيُّها النَّاسُ! إنما الشمسُ والقمر آيتان من آياتِ الله، وإنَّهُما لا ينكسفان لموتِ أحدٍ من الناس فإذا رأيتمُ شيئًا من ذلك فصلُّوا حتى تَنْجَلِى، ما مِنْ شئ تُوعَدُونَهُ إلا وقد رأيتُهُ في صلاتي هذه. لقد جِيءَ بالنَّارِ وذلِكُمْ حين رأيتُمُوني تأخرتُ مخافةَ أن يُصيبني من لَفْحِهَا، وحتى رأيتُ فيها صاحِبَ المِحْجَنِ ؤ (٢) يُجرُّ قصْبَهُ في النار، كانَ يسرِقُ الحاجَّ بمحجنِهِ، فإن فُطِنَ لهُ قال: إنما تعلَّقَ بمحجَني وإن غُفِلَ عنه ذهبِ به، وحتى رأيتُ فيها صَاحبةَ الهرَّة التي ربطتْهَا فلما تُطْعِمها ولم تَدَعْهَا تأكُلُ من خشَاشِ الأرض حتى ماتت جُوعًا، ثم جِيءَ بالجنةِ، وذلكُمْ حين رأيتُموني تقدَّمْتُ، حتى قمتُ في مقَامِي ولقد مَدَدْتُ يدِي وأنا اريدُ أن أتناول من ثَمَرِهَا لتنظروا إليه، ثم بدا لي ألا أفعلَ- فَما مِنْ شيءٍ توعدونه إلا وقد رأيتُهُ في صلاتي هذِهِ".

وعن ابن عباس (٣)، قال: صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حين كَسَفَتِ الشمسُ، ثماني ركعاتٍ، في أربعِ سجداتِ". وعن علي، مثلُ ذلك.

وذكر أبو داود (٤)، عن أبي العالية، عن أُبيّ بن كعب قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلَّى بهم فقرأ سورةً (٥)، من الطُّوال (٦)، وركع خمس- ركعات، وسجد سجدتين، ثم قام الثانية فقرأ سورة من الطوال ٦)، ثم (٧) ركع خمس


(١) آضت الشمس: رجعت إلى حالها الأول قبل الكسوف.
(٢) المحجن: عصَا معقفة الطرف.
(٣) مسلم: (٢/ ٦٢٧) (١٠) كتاب الكسوف (٤) باب ذكر من قال إنه ركع ثمان ركعات في أربع سجدات - رقم (١٨).
(٤) أبو داود: (١/ ٦٩٩) (٢) كتاب الصلاة (٢٦٢) باب من قال. أربع ركعات - رقم (١١٨٢).
(٥) في أبي داود: (بسورة).
(٦) في أبي داود: (من الطُّوَلِ).
(٧) (ثم): ليست في أبي داود.

<<  <  ج: ص:  >  >>