للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النسائي (١) عن المسور بن مخرمَةَ، ومروان بن الحكم قالا: خَرَجَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمن الحديبية في بضعِ عشرة ماثةٍ من أصحابِهِ حتى إذا كانوا بذي الحليفة، قفَد النبي - صلى الله عليه وسلم - الهدي وأشْعَرَ وأحرم بالعمرة وبعث بين يديه عيناً له من خزاعة يُخبره عن قريش وسار النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى اذا كان بغدير الأشطاط قريب من عسفان أتاه عينه الخزاعيَّ فقال: إلي تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي مَد جمعوا لك الأحابيش وجمعوا لك جموعاً وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أشيروا عليّ أترون أن أميل على ذراري هؤلاء الذين أعانوهم فنصيبهم فإن قعدوا قعدوا موتورين كان نجوا يكونوا عنقا قطعها الله. أم ترون أن أأمّ البيت فمن صدَّنا عنه قاتلناه" فقال أبو بكر: الله ورسوله أعلم يا رسول الله إنما جئنا معتمرين ولم نأت لقتال أحد ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فروحوا إذاً" خرجه البخاري (٢) وقال في آخره "امضوا على اسم الله".

مسلم (٣)، عن أنس، أنَّ رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - شَاوَرَ، حين بلَغَهُ إقبال أبي سفيان، قال: فتكلَّم أبو بكر فأعرَضَ عنه، ثم تكلمَّ عمر فأعرض عنهُ. فقامَ سعد بن عُبادَةَ فقال: إِيَّانا تُريدُ؟ يا رسول الله! والذي نفسي بِيده! لو أمَرْتَنَا أن نُخِيضَهَا البحر لأخضنَاهَا، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغِمَاد (٤)، لفعلنا. قال: فندب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس فانطلقُوا حتى (٥) نزلوا بدراً وورَدتْ عليهم رَوَايَا قريش (٦)، وفيهم غُلامٌ أسْوَدُ لِبني


(١) السائي في الكبرى: (٥/ ٢٦٣) (٧٨) كتاب السير (١٦٠) باب توجيه عين واحدة رقم (٨٨٤٠)
(٢) البخاري (٧/ ٥١٩) (٦٤) كتاب المغازى (٣٥) غزوة الحديبية - رقم (٤١٧٨).
(٣) مسلم: (٣/ ١٤٠٣ - ١٤٠٤) (٣٢) كتاب الجهاد (٣٠) باب غزوة بدر - رقم (٨٣).
(٤) برك الغماد: مرضع من وراء مكة بخمس ليال بناحية الساحل.
(٥) (د): (حتى إذا نزلوا).
(٦) روايا قريش: أي إبلهم النبي كانوا يستقون عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>