للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أنس (١)، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يسروا ولا تعسروا، سكنوا ولا تنفروا".

وعن بريدة (٢) بن حصيب. قال: كان رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمَّر أمراً على جيش أو سريَّةٍ أوصَاهُ في خاصتِهِ بتقوى الله. ومن معه من المسلمين خيراً، ثم قال: "اغْزُوا باسْمِ الله في سبيل الله، قاتِلُوا من كَفَرَ بالله، اغْزُوا ولا تَغُلُّوا ولا تَغْدِرُوا، ولا تَمثِّلُوا ولا تقتُلُوا وَليداً وإذا لَقِيتَ عَدُوَّكَ من المُشركِينَ فادعُهُم إلى ثلاثِ خِلاِل (أو خصال) (٣)، فأيَّتُهُنَّ ما أجابوكَ، فاقْبَلْ منهُف وَكُفَّ عنُهم، [ثمَّ انعُهم إلى الإسْلاَمِ، فإن أجابُوك فاقْبَلْ منهُم وكُفَّ عنهُم] (٤)، ثمَّ ادعهُم إلى التَّحوُّل من دارهم إلى دَارِ المُهاجرينَ. وأخبرهُم أنَّهُمْ إن فعلُوا ذلك فلهم ما لِلمُهاجرينَ. وعليهم ما على المهاجرين، فإن أبَوْا أن يتحوَّلوا عنها (٥) فأخبرهم أنهم يكونون كأعْرَابِ المسلمين، يجزي عليهم حُكْمُ اللهِ الَّذِي يَجْرِي على المؤمنين، ولا يكُون لهم في الغنيمةِ والفىْءِ شئٌ. إلَّا أن يُجَاهِدُوا مع المُسلمين، فإن هم أبوُا فَسَلْهُمُ الجِزْيَةَ، فإن أجابوك فأقبل مِنْهُم وكُفَ عَنْهُم فإن هم أبوْا فاستعن بالله وقاتلهم، وإذا حاصرت أهل حصن، فأرادوك، أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله، ولاذكره؛ نبيه، ولكن اجعل لهم ذِمَّتَك وذِمَّةَ أصحابِكَ، فإنَّكُمْ إن- تُخْفِرُوا ذمتكم وذمة أصحابِكُم (٦)، أهْوَنُ مِنْ أن تُخْفِرُوا ذِمَّةَ الله وذِمَّةَ رسُولِهِ، وإذا حاصرتَ أهل حِصْنٍ، فأرادُوكَ أن تُنْزِلَهم على حُكْمِ اللهِ، فلا


(١) مسلم: نفس الكتاب والباب السابقين - رقم (٨).
(٢) مسله: (٣/ ١٣٥٧) (٣٢) كتاب الجهاد والسير (٢) باب تأمير الإِمام الأمراء على البعوث - رقم (٣).
(٣) مسلم: (ثلاث خصال أو خلال).
(٤) ما بين المعقوفتين ساقط في (ف).
(٥) مسلم: (منها) وكذا (ف).
(٦) مسلم: (ذممكم وذمم أصحابكم).

<<  <  ج: ص:  >  >>