للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللهم لولا أنتَ ما اهتدينا ... ولا تصدَّقنا ولا صلَينا

فاغْفر، فِداءً لك، ما اقْتَفَيْنَا ... وثبِّتِ الأقْدَامَ إنْ لاقينا

وأَلْقِينْ سكينةً علينا ... إنَّا إذا صِيح بنا أتينا

وبالصُّيَاح عوَّلوا علينا

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من هذا السَّائِقُ؟ " قالوا: عامرٌ، قال: "يرحمُهُ الله" وذكر الحديث.

مسلم (١)، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا سافرتُم في الخِضبِ (٢) فأعطُوا الابِلَ حظَّها من الأرضِ، وإذا سافرتُم في السَنّةَ (٣)، فبادِرُوا بها نِقيَها (٤)، وإذا عَرَّسْتُم فاجتنِبُوا الطريق، فإنَّها طُرُقُ الدَّوَابِّ، ومأوى الَهوامِّ بالليل".

أبو داود (٥)، عن سهل بن معاذ الجهنى، عن أبيه قال: غَزَوت مع نبي الله - صلى الله عليه وسلم - غزوةَ كذا وكذا، فضيَّق الناس المنازل وقطعوا الطريق، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُنادياً، يُنادي في الناس: أن من ضيق منزلاً، أو قطع طريقاً فلا جهاد له.

وعن أبي ثعلبة الخُشني (٦)، قال: كان الناس إذا نزلوا منزلاً تفرقوا في الشَّعَابِ والأوْدِية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ تفرقكم في (٧)


(١) مسلم: (٣/ ١٥٢٥) (٣٣) كتاب الإمارة (٥٤) باب مراعاة مصلحة الدواب في السير - رقم (١٧٨).
(٢) الخصب: كثرة العشب والمرعى.
(٣) السنة: القحط.
(٤) النقى هو المخ، والمعنى إذا سافرتم في القحط عجلوا السير لتصلوا المقصد، وفيها بقية من قوتها، ولا نقللوا السير فيلحقها الضرر، لأنها لا تجد ما ترعى فتضعف ويذهب نقيها وربما كلَّت ووقفت.
(٥) أبو داود: (٣/ ٩٥) (٩) كتاب الجهاد (٩٧) باب ما يؤمر من انضمام العسكر - رقم (٢٦٢٩).
(٦) أبو داود: نفس الكتاب والباب السابقين - رقم (٢٦٢٨).
(٧) أبو داود: (في هذه الشعاب).

<<  <  ج: ص:  >  >>