للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسلمُوا تَسلمُوا" فقالوا: قد بلَّغْتَ يا أبا القاسم، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذاك (١) أريد أسلموا تسلموا" فقالوا: قد بلَّغْتَ يا أبا القاسم، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذاك (١) أريد فقال لهم الثالثة، فقال: "اعلَمُوا أنَّما الأرضُ لله ورسُولِهِ وأنيِّ أريد أن أُجْلِيكُمْ من هذه الأرض فمن وَجَدَ منكم بمالِهِ شيئًا (٢)، وإلا فاعلمُوا أن الأرض لله ورسُولِهِ".

البخاري (٣)، عن ابن عمر، قال: لمَّا فَدَعَ أهْلُ خيبر عبد الله بن عُمَرَ قامَ عمرُ خطيبًا فقال إنَّ رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - كان (٤)، عَامَلَ يَهودَ (٥) على أموالِهِم وقال: "نُقِرُّكُم ما (٦) أقرَّكُم اللهُ" وإنَّ عبدَ الله بن عمر خرجَ إلى مالِهِ هناكَ فَعُدِيَ عَلَيهِ من الفَيلِ فَفُدِعَتْ يدَاهُ ورِجْلاهُ، وليس له هناك عدُوٌّ غيرهم، هم عَدُؤُنا وتُهمَتُنا، وقد رأيتُ إِجْلاءَهُم. فلمَّا أجْمَعَ عمر على ذلك أتاهُ أحدُ بَني أبي الحُقَيْقِ فقال: يا أمير المؤمنين، أتُخرِجُنا وقد أقَرنا مُحمدٌ وعاملنا على الأموالِ وشرط ذلك لنا؟ فقال له عُمرُ: أظننتَ أنيِّ نسِيتُ قَوْلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف بك إذا أُخرِجْتَ من خيبر تعدو بِكَ قَلوصُكَ ليلةً بعد ليلةٍ فقال: كان ذلك هُزَيْلةً من أبي القاسِمِ. فقال: كَذَبْتَ يا عَدُوَّ الله، فأجلاهم عُمَرُ وأعطاهم قيمة ما لهم من الثمرِ مالًا وإبلًا وعُروضًا من أقتابٍ وحبالٍ وغَيْر ذلِكَ.


(١) في مسلم: (ذلك)، وكذا (د).
(٢) في مسلم: (فمن وجد بماله شيئًا فليبعه).
(٣) البخاري: (٥/ ٣٨٥) (٥٤) كتاب الشروط (١٤) باب إذا اشترط في المزارعة (إذا شئتُ أخرجتك) - رقم (٢٧٣٠).
(٤) كان: ليست في البخاري.
(٥) في البخاري: (عامل يهود خيبر) وكذا: (د).
(٦) (د): على ما.

<<  <  ج: ص:  >  >>