للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن النعمان بن بشير (١)، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّ الحلال بيِّنٌ وإنَّ الحرام بَيِّنٌ، وبينَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كثيرٌ من النَّاسِ، فَمَنِ اتَقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبرَأَ لِدِينهِ وعِرْضِهِ، ومن وقع في الشُّبُهَاتِ وقع في الحرام، كالرَّاعي حول الحمى (٢) يُوشِكُ أنْ يَرْتَعَ فيهِ، ألَا وإِنَّ لِكُلِّ

مَلِكٍ حَمىً، ألَا وِإنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ. ألا وِإنَّ في الجَسَدِ مُضغةً، إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجسَدُ كُلُّهُ وإذا فَسَدَتْ، فسد الجسَدُ كُلُّهُ. أَلَا وهي القَلْبُ".

وعن أبي هريرة (٣)، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرَّ على صُبْرَةِ (٤) طَعَامٍ، فأدخل يده فيها، فنالت أصابِعُهُ بلَلًا، فقال: "ما هذا يا صَاحِبَ الطَّعامِ" قال: أصابَتْهُ السَّمَاءُ يا رسول اللهِ، قال: "أفلا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كى يَرَاهُ النَّاسُ؟ من غشَّ فليس مِنِّي".

وعن جابر بن عبد الله (٥)، قال: لَعَنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آكِلَ الرِّبَا، ومُوكِلَهُ وكاتِبَهُ وشَاهِدَيْهِ، وقال: "هُمْ سَوَاءٌ".

الترمذي (٦)، عن قيس بن أبي غَرَزَةَ، قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا مَعْشَرَ التُّجَّارِ! إنَّ الشيطان والِإثْمَ يحضُرَانِ البيعَ، فشُوبوُا بَيْعَكُمْ بالصَّدَقَةِ".

قال: هذا حديث حَسَنٌ صحيحٌ.


(١) مسلم: (٣/ ١٢١٩) (٢٢) كتاب المساقاة (٢٠) باب أخذ الحلال وترك الشبهات - رقم (١٠٧).
(٢) مسلم: (كالراعي يرعى حول الحمى).
(٣) مسلم: (١/ ٩٩) (١) كتاب الإيمان (٤٣) باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من غشنا فليس منا" - رقم (١٦٤).
(٤) صبرة طعام: قال الأزهرى: الصبرة: الكومة المجموعة من الطعام، سميت صبرة لإفراغ بعضها على بعض.
(٥) مسلم: (٣/ ١٢١٩) (٢٢) كتاب المساقاة (١٩) باب لعن آكل الربا ومؤكله - رقم (١٠٦).
(٦) الترمذي: (٣/ ٥١٤) (١٢) كتاب البيوع (٤) باب ما جاء في التجار وتسمية النبي - صلى الله عليه وسلم - إياهم - رقم (١٢٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>