للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الناسُ أجمعون (١) فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكنْ آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيراً؛ ولتقومنّ الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة، وقد انصرف الرجل بلبن لَقحته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة، وهو يُليطُ (٢) حوضه فلا يسقى فيه، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها".

مسلم (٣)، عن أبي بكرةَ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّها ستكون فتنٌ، [ألا ثُمّ تكون فتنٌ] (٤)، ألا ثُمّ تكون فتنٌ القاعد فيها، خيرٌ من الماشي فيها، والماشي فيها خيرٌ من الساعي إليها؛ ألا فإذا نزلت أو وقعت، فمن كان له إبلٌ فليلْحَقْ بإبلِهِ، ومن كانت له غَنَمٌ فليلحق بغنمِهِ، ومن كانت له أرضٌ فليلْحَقْ بأرضِهِ" قال: فقال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ أرأيت من لم تكن (٥) له إبلٌ ولا غنم ولا أرضٌ؟، قال: "يعمد إلي سيفِهِ فيدُق. على حَدِّهِ بحجرٍ، ثُمّ لينْجُ إن استطاع النجاءَ (٦)، اللهم هل بلغتُ؟، اللهم هل بلغتُ؟ اللهم هل بلغتُ؟ " قال: قال رجلٌ: يا رسول الله! أرأيت إن أُكرهت حتى يُنْطَلَقَ بِى إلى أحد الصَّفَّيْنِ، أو أحد (٧) الفئتين، فضربني رجلٌ بسيفِهِ أو يجئُ سَهْمٌ فيقتُلُنِي (٨)؟ قال: "يَبُوء بإثمِهِ وإِثْمِكَ ويكونُ من أصحابِ النَّار".

وعن أبي هريرة (٩)، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:


(١) البخاري: (آمنوا أجمعون).
(٢) (يليط حوضه) أي يصلحه بالطين والمدر فيسد شقوقه ليملأه ويسقي منه دوابه.
(٣) مسلم: (٤/ ٢٢١٢) (٥٢) كتاب الفتن (٣) باب نزول الفتن كمواقع القطر - رقم (١٣).
(٤) ما بين المعكوفتين ليس في مسلم.
(٥) مسلم: (لم يكن).
(٦) (د): (النجاة).
(٧) مسلم: (إحدى).
(٨) في الأصل: (فيقتلوني).
(٩) مسلم: نفس الكتاب والباب السابقين - رقم (١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>