للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كناطح صخرة يوما ليوهنها ... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل

فقد تم المثل بقوله: وأوهى قرنه، فلما احتاج الى القافية قال:

«الوعل» . قلت: وكيف صار الوعل مفضلا على كل ما ينطح؟

قال: لأنه ينحطّ من قنّة الجبل على قرنه فلا يضيره. قلت: ثمّ نحو من؟ قال: نحو ذي الرمة بقوله:

قف العيس في أطلال ميّة واسأل ... رسوما كأخلاق الرّداء المسلسل

فتم كلامه، ثم احتاج الى القافية فقال: المسلسل، فزاد شيئا. وقوله:

أظن الذي يجدي عليك سؤالها ... دموعا كتبديد الجمان المفصّل

فتمّم كلامه، ثم احتاج الى القافية، فقال: «المفصل» ، فزاد شيئا أيضا. وليس بين الناس اختلاف في أن امرأ القيس أول من ابتكر هذا المعنى بقوله يصف الفرس:

إذا ماجرى شأوين وابتل عطفه ... تقول: هزيز الريح مرت بأثأب

فبالغ في صفته وجعله على هذه الصفة بعد أن يجري شأوين، ويبتل عطفه بالعرق، ثم زاد «الأثأب» إيغالا في صفته، وهو شجر للريح في أضعاف غصونه حفيف عظيم وشدّة صوت. وأتبعه زهير ابن أبي سلمى فقال:

كأن فتات العهن في كل منزل ... نزلن به حبّ الفنا لم يحطّم

<<  <  ج: ص:  >  >>