للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالفتح طلبا للخفة وتخلصا من توالي ثلاث كسرات. (إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ) إن واسمها وجملة كفرت خبرها والباء حرف جر وما مصدرية مؤولة مع أشركتموني بمصدر مجرور بالباء والجار والمجرور متعلقان بكفرت أي كفرت باشراككم إياي ويجوز أن تكون موصولة والأول أولى كما قررنا والياء مفعول أشركتموني ومن قبل متعلقان بأشركتموني وسيأتي في باب البلاغة معنى اشراكهم إياه مع الله تعالى. (إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) ان واسمها ولهم خبر مقدم وعذاب مبتدأ مؤخر وأليم صفة والجملة الاسمية خبر ان.

[البلاغة:]

في قوله تعالى: «إني كفرت بما أشركتموني» استعارة تصريحية شبه الطاعة بالاشراك ونزلها منزلته لأنهم كانوا يطيعونه في أعمال الشر كما يطاع الله في أعمال الخير أو لأنهم لما أشركوا الأصنام ونحوها باتباعهم له في ذلك فكأنهم أشركوه لأنه هو الذي كان يزين لهم عبادة الأوثان ثم حذف المشبه وأبقى المشبه به على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.

وبوضوح هذه الاستعارة يتضح أن الشيطان قام لهم في هذا اليوم مقاما يقصم ظهورهم ويقطع قلوبهم فقد أوضح لهم:

أولا- ان مواعيده التي كان يعدهم بها في الدنيا باطلة ومعارضة لوعد الحق من الله سبحانه.

ثانيا- انه أخلفهم ما وعدهم من تلك المواعيد ولم يف لهم بشيء منها.

<<  <  ج: ص:  >  >>